الكرد العراقيون .... قضية معقدة وواقع أكثر تعقيداً " ما تعرف خيري إذا ما تجرب غيري "

مشاهدات

 

ضرغام الدباغ


الاكراد العراقيين وهنا أحدد توجيه خطابي اليوم يدركون بالتجربة وهي أبلغ من النصيحة أن الشعب العراقي كان لهم الأخ الشقيق صحيح أن هناك صفحات غير مشرقة ولكن هذا كان في إطار سجال متبادل وهو أمر يحدث بين الاشقاء ولكن دون أن يترك أثراً ولا حتى ندبة . ثق العراق والعراقيون لم يتخذوا من الأكراد مادة للصراعات الداخلية ولا للصراعات الإقليمية ولا مادة للتفاوض . نعم مرت ظروف قاسية جداً تكفي لتخرج لقمان الحكيم من حكمته والحكومات العراقية على أختلافها لم تكن تريد أن تكسر عمود البيت . ولا تقطع جسور العودة بل كانت تحرص على أن تبقي باب الحوار مفتوحاً وليس هناك من حكومة عراقية أشارت ولا نوهت ولا لمحت أنتم كذا بالمئة فهذه ليست لغة وطنية لا تقال مع شركاء الوطن فالحكومة العراقية اعترفت للجميع بالمناسبات والأعياد الدينية والقومية .

 

بل وكان الأكراد منذ بدايات وبواكير العمل الثقافي في العراق مشاركين تماماً وتخطوة بخطوة تقريباً إذ شيدت ستديوهات الإذاعة الكردية الى جانب بناية الإذاعة العراقية  وخصّصت لها الموجة القصيرة الثانية وفي يوم 19 / تشرين الثاني / 1939 وفي الساعة (15: 8) دقيقة صباحاً وقبل انتهاء نشرة الأخبار أذاع المذيع من اذاعة بغداد ولأول مرة قائلاً :  والآن تستمعون الى ترجمة نشرة الأخبار باللغة الكردية . وقبل تأسيس القسم الكردي في اذاعة بغداد سنة 1939تم تأسيس شركة بيضافون للاسطوانات في بغداد سنة 1925 من قبل الاخوين بطرس وجبران بيضا من لبنان وقد اعلنت الشركة المذكورة بعد تأسيسها عن استعدادها لتسجيل اغاني جميع المغنين والمغنيات الكرد على اسطوانات جهاز الغرامافون وبفضل شركة (بيضافون) تم حفظ العديد من الأغاني الكردية من الضياع وعلى سبيل المثال فقد تم حفظ (48) أغنية جميلة للمغني الشعبي المشهور كاويس غا (1887- 1937) . 

 

وفي بغداد أيضا تأسست أولى دور النشر باللغة الكردية وكان الأكراد يحكمون في بغداد أيضاً في كافة دوائر الدولة دون استثناء الأخوة كانت شاملة والأهم أنها كانت صادقة ومن بغداد أيضا انطلقت أولى نداءات التآخي والشراكة نداءات صادقة ليست للتعامل السياسي . ولكن لكل فعل إيجابي يهدف للخير يقابله فعل يهدف إلى العكس وسوف لن نسرد كثيراً لتأكدنا أن أكراد العراق يشعرون في أعماقهم أن قضيتهم أتخذت فقرة في سوق المزايدات السياسية الدولية والاقليمية وبين هذا وذاك خسر الأكراد الكثير . لم يشهد الاكراد سياسة المواطنة التامة إلا على يد العراق المستقل فمن يراجع أعداد ومواقع الشخصيات الكردية بين رئيس وزراء ووزير وقادة عسكريون سيشهد بنفسه أن من يدعي خلاف ذلك ما هو إلا يتجنب الحقيقة فلينظر كل إلى نفسه وليقرر بإرادة حرة ونفس غير ملوثة ..

 

 


 

تعليقات

أحدث أقدم