حتى لا يفوتنا الهدف

مشاهدات

 

محمود خالد المسافر


وصلتني من أكثر من صديق حلقات مسجلة لأحد الإعلاميين العراقيين يتناول فيها فتاوى كاظم الحائري التي أصدرها في ثمانينيات وتسعينيات القرن المنصرم . ويمكن لكل المتابعين ان يستنتجوا ولا سيما اولئك المغيبين منهم أن الحائري كان يقود مجموعة من القتلة والهمج والسراق . وأنه هو شخصيا لا يقل عنهم اجراما ولا بشاعة ولا خسة بل وأنه يتحمل المسؤولية التاريخية والدينية والقانونية والأخلاقية لقتل الآلاف من العراقيين على مر السنين منذ اصدار فتاويه اللعينة إلى اليوم . 

 

وكذلك يتحمل الحائري كل جرائم السرقة التي حصلت في العراق منذ اصدار فتاويه ولا سيما تلك التي حصلت في مرحلة ما بعد الاحتلال عندما أخذت بفتاويه السلطات الرسمية التي استلمت المؤسسات من المحتل الأميركي . والادهى والأمر من كل ذلك ان محمد صادق الصدر المرجع الذي كان الكثيرون يعولون على عروبته ووطنيته كان قد اوصى بأنه إن مات أو قُتل فإن على اتباعه ومقلديه أن يقلدوا كاظم الحائري . وإذا صحت هذه الوصية فكيف يكون ذلك والحائري ايراني الهوى والهوية بينما محمد صادق الصدر كان يدّعي أنه ضد النفوذ الايراني في الحوزة العلمية ؟!. 

 

أن هذه الفتاوي للحائري إن صحت ووصية محمد صادق الصدر تضعنا أمام سيناريو تدميري للشعب العراقي ومنظومته القيمية . اضف الى ذلك دعوة الحائري الاخيرة لمقلديه بعد تخليه عن التصدي للقضايا الدينية نتيجة مرضه بتقليد الولي الفقيه في إيران واكملها مقتدى الصدر بانصياعه الى شيخه الحائري وترك العمل السياسي مما اخلى الطريق كاملا لمجموعة الميليشيات التابعة للحرس الثوري في العراق . كل ذلك يقودنا إلى أن إيران كانت ولا زالت تمسك بحبال ما تسمى بالحوزات العلمية. بعد هذا العرض السريع ناتي للهدف من وراء هذا الطرح الان. ولماذا الان فقط يتم التحدث عن فتاوى الحائري ؟ أنا أعتقد أنها عملية تصفية أو محاولة تصفية لإتجاه مقتدى الصدر وميليشاته . أنها عملية شيطنة واضحة تمارسها ادوات الحرس الثوري ضد ميليشيات مقتدى الصدر. وليس مستبعدا أن يكون مقتدى الصدر قد باع اتباعه بثمن بخس . اخيرا اقول أن ما يحدث هو عبارة عن حرب كبيرة بين حيتان الحوزات العلمية. وقد تؤدي هذه الحرب التسقيطية إلى حرب حقيقية في الشارع، ولكنني لا أظن أن مقتدى الصدر وأتباعه لديهم ما يكفي من الوقت. وان غدا لناظره قريب .

تعليقات

أحدث أقدم