الشعب ما مات يوماً وأنه سوف لن يموت

مشاهدات

ضرغام الدباغ


قلت مرة في حديث لي مع مناضلين من لا يؤمن بالشعب كقوة جبارة إليها تستند كل حركة تاريخية فليجلس في بيته ويتفرج على التلفاز .


لينين يقول" التنظيم فقط سيحول الجماهير الشعبية إلى قوة مادية جبارة لا تقهر " الثورة عمل علمي وليس مجرد نزول إلى الشوارع والصراخ والزعيق أو تخريب الممتلكات العامة والخاصة . الثورة ما لم تكن متوافقة مع القواعد الديالكتيكية في التطور فهي ليست بثورة ولن تكون لها نتائج ثورية لا يمكن لنظام أن يجمع عناصر سياسية واقتصادية واجتماعية متناقضة . لهذا فالانقلاب على الشاه كان بفعل نزول جماهير تواقة للتغير اعتقدت أن التغير سيغير لها أنماط الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية / الثقافية إلى الأفضل ولكن ما حدث هو العكس تماماً إذ تمكنت القوى الدينية الرجعية المتخلفة من بسط هيمنتها على بسطاء الشعب (وهم للأسف الأغلبية) وتحول نظام الملالي إلى نظام ديكتاتوري فاشي يحتكر السلطة السياسية ويستولي على الجزء الأكبر من ثروة البلاد ويسخرها لخدمة سياسته المتفق عليها مع القوى الدولية والنتيجة أن الشعب يعيش كمحصلة تخلفا وقمعاً ومصادرة للحريات الانسانية ويطعموه الرصاص إذا أحتج وعارض ولا أمل له بالحرية والكرامة والخبز إلا إذا هاجر للمنافي وفي الخارج يلعب دورا تخريبياً مرخصاً من القوى الدولية وهذه بالإجمال أعادت إيران قرونا للخلف . النظام الذي يواجهنا هو نظام بالغ السوء وفي أقصى درجات الانحطاط والفساد الثورة العراقية المظفرة هي انفجار شعبي وتناقض بلغ مداه الأقصى فالنظام المفرز من الاحتلال الغاشم أخذ مداه في الفساد إلى الحد الأقصى والعبث بمقدرات البلاد بلغ حده الأقصى والوعود بالحياة الديمقراطية وهم وخيال والرخاء هو تزايد أعداد البطالة وتوسع حالة الفقر والجوع في بلد تدمر المخدرات شبيبته الصاعدة والركائز الأساسية في المجتمع في حالة دمار شامل والمستقبل يبدو مظلماً .

 

المناضل الثوري الذي يتصدى لمهمة الثورة عليه أن يفهم أنها قضية العمر وليس تزجية لوقت الفراغ  بل يقبض على الموقف بيد حديدية وليعلم أنه يغير التاريخ فليكن الثوار على قدر هذه المهمة الكبيرة .

تعليقات

أحدث أقدم