المعنى الحقيقي للانتصار

مشاهدات



ضرغام الدباغ


الانتصار هو فوز قيم ومباديء تحقق لأنه يحوز شروط  النجاح في ميادين النزال وهو غير الكسب الذي قد يتحقق بفعل عناصر غير جوهرية . النظام في سوريا لم ينتصر كما يحلو لنفسه أن يتصور .... هو كسب المعركة ... لحد الآن نعم . هو أستطاع أن يقتل عددا وفيرا جدا من عدوه اللدود الشعب ... عدوه اللدود ...هو أستطاع أن يهجر من الشعب أكثر مما فعلت الصهيونية العالمية وحليفاتها ... نعم . النظام ضرب أمثلة خيالية في التخلي عن المسؤولية الوطنية وييع الضمير الوطني .. نعم .. النظام ومن أجل أن يبقى على كرسي الحكم فقد أسباب ومعنى بقاءه على كرسي الحكم . 

 

النظام لم يطرح خطاً سياسيا ونظرياً يصلح للقبول كجامع لكافة الشعب المعارضة على شتاتها يمكن أن تبلور خط وطني سليم وشريف لا يستثني أحدأ ولا يشطب على فرد أو جهة النظام يعادي الشعب جهاراً نهاراً ....! جوهرياً ... النظام لم يربح أي معركة ... المعارضة المنقسمة هي من خسرت المعركة الألغام المبثوثة ... الشعارات المدسوسة ... النفس الاستحواذي المتخلف الميل للأستفراد ... أنا أو الطوفان هو الخط المنهزم . الجمهوريون في أسبانيا (1936 ــ 1939) خسروا الحرب الأهلية أمام الفاشي فرانكو والفلانج ولكنه انتصار أعور .. أعرج .. أكتع  لم يفز المنطق ولا المباديء ولا القيم العليا بل انتصرت القوة الوحشية والهمجية انتصرت الفاشية الأسبانية المدعومة من النازية الألمانية والفاشست الإيطالي .. ولكن هل كان أنتصاراً في الواقع المادي الموضوعي ...؟ كلا ... بل أن اليمين الأسباني هزم شر هزيمة وأعلن بنفسه عدم صلاحيته لقيادة الدولة وما بقي منه ثياب مهلهلة وجثة تنتظر الدفن ثم إعلان لسقوط الفاشية إلى الأبد ... 

 

يا أيها الناس ... للثورة  قوانين كالرياضيات والفيزياء ما لم تفهموا معنى الثورة كيف تقومون بالثورة ... وتريدون لها أن تنجح .. ؟ مع ذلك ..... الشعب سينتصر حتماً ... لماذا.... لأنه سيستوعب أسباب النكسة ويتعلم ... ويستفيد من التجربة القاسية.. النظام سيخسر حتماً ...لماذا ... لأنه لا ولم ولن يستوعب الدروس العميقة للتجربة الدموية .. اليمين والرجعية لا تستفيد من التجارب لأنه قد تأسس على خطأ تاريخي .. لأنه قائم على أسس لا أفق لها .. لا جوهر لها .. لا بعد لها .. هو لا يقبل هذا المنطق لهذا سيبقى كالثور ينطح الجدران ... حتى يهلك ...! يا شعبنا العظيم .... طب نفساً .... أنت منتصر حتماً .

تعليقات

أحدث أقدم