آفات المجتمع

مشاهدات



فاطمة المزروعي


هؤلاء المبتلون بالقيل والقال أشفق عليهم فهم يحرقون قلوبهم وأرواحهم حسداً وحقداً ضد كل من هو ناجح فالآخرون الأكثر نجاحاً وتفوقاً هم مادتهم وكل من يعمل ويجتهد ويواصل عمله ومهامه الحياتية بنجاح سيكون عرضة لألسنتهم وستحاك حوله الشائعات والأقاويل .

 

هذه العادات المقيتة التي تقوم على النيل من الآخرين وإيذائهم بتناول خصوصياتهم وإفشاء أسرارهم وتكون أحياناً مجالسنا مرتعاً لظهور هذه العادات الكلامية بل البعض بات حديثه لا يستقيم ولا ينطلق إلا وفق هذه الممارسة وهي النيل ونقد ممن هو ليس حاضراً في المجلس وأكثر ما يبغض في هذا السلوك أنه فعلاً يظهر جبناً وتدنياً في الأخلاق لا مثيل له لأنها لا تقوم إلا على تناول الغائب الذي لا يستطيع الدفاع عن نفسه . ديننا الحنيف يحذر من هذه السلوكيات لأنها ستضرب الألفة والمحبة وستقضي على التسامح وتلغي صلة الرحم والمودة وهي جميعها قيم مهمة في منظومة ديننا الإسلامي الحنيف وللتنبيه من خطورة النميمة وأثرها قال الله تعالى : «يا أيّها الّذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبيّنوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا علىٰ ما فعلتم نادمين» . وفي الغيبة والبهتان هناك عدة أحاديث نبوية من بينها قوله عليه الصلاة والسلام : «أتدرون ما الغيبة ؟ ذكرك أخاك بما يكره إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته وإن لم يكن فيه فقد بهته» . وهذا الحديث النبوي الشريف واضح بالنهي في الحديث عن الناس حتى وإن كان فيهم ما تقوله عنهم .

 

أنصح الجميع بالابتعاد عن المجالس التي تكثر فيها النميمة والغيبة والبهتان لأنهم لن يستفيدوا إلا سماع ما يؤذي ولا طائلة أو فائدة منه فضلاً عن الابتعاد عن كل هذا السوء والذنوب والآثام .

 

المصدر : البيان

تعليقات

أحدث أقدم