د. نزار محمود
لقد خاضت سفينة العراق في عقودها العشرة الأخيرة ألواناً من الأمواج وارتطمت بأشكال من الصخور ورفع ربانها أشرعة لم تثبت في خضم الرياح العاتية . شعب يحتاج الى وعي ينقله الى حضارة الزمن والى نفوس تتنظف من أدران وعفن والى مدارس تواكب دروس الحاضر الناظر الى الغد .
لقد تداخلت موجات التردي واتسعت مداراتها فانزلقنا رويداً رويداً الى ما نحن عليه الآن من شعب ممزق وثروات منهوبة وأخلاق مهزوزة وهوية ضائعة وحدود شرف وطني منتهك . نتخبط في سيرنا ونشتم بعضنا ونلعن ماضينا ونتذمر من حاضرنا وقد تاه فينا مستقبلنا. ليس تشاؤماً انه واقعنا الذي ان لم نعترف به لا يحق لنا التفاؤل بتغييره . قبل أيام عشنا فصل الصدر في اعتزاله السياسة وأمر اتباعه بالانسحاب من مناطق السلطات الايرانية في المنطقة الخضراء . لم يعد خافياً حتى على الأعمى من يحكم في العراق ؟ لقد عرفنا من هو برهم صالح وفائق زيدان وماذا يستطيع الكاظمي وعلى الحان من يرقص الحلبوسي وما هي ادوار المالكي والعامري وفياض والخزعلي وكذلك الحكيم وماذا ينتظر البرزاني لقد سئمنا عصابات السياسة وميليشيات القتل والنهب . غير أنه لا ينبغي لليأس أن يتملكنا رغم عهود وموجات التخبط والاحباط الكثيرة والمتكررة . بالأمس بدأ الشعب في ساحة التحرير يعبر عن نفاذ صبره في بقاء الأحوال التي لا يفخر بها اي وطني غيور وشريف . يجب ان نصرخ جميعاً أننا شعب العراق نحن لسنا الصدريين ولا البعثيين ولا الشيوعيين ولا الاسلاميين ولا السنة ولا الشيعة ولا الصابئة ولا الايزيديين نحن لسنا العرب ولسنا الكرد نحن لسنا ابناء محافظات الجنوب ولسنا ابناء المحافظات الغربية ! .
نحن شعب العراق الذي دمره الشقاق وأهانته العمالة وقاده الفاسدون من ساسة جهلة ليبتزنا من خلالهم الاجنبي ظلماً وعدواناً . ليكن يوم الثاني من أيلول من العام 2022 يوم أمل صحوة الشعب العراقي وليستمر تطاهره واعتصامه حتى يفيق من أثخنه جراحاً فيحزم أمتعته قبل أن ينفذ صبر أيوب فينا !
إرسال تعليق