نقاط مهمة في قراءة الأحداث :

مشاهدات

حسين عبد القادر المؤيد

1- كاظم الحائري حين كان في العراق كان يُعرَف باسم كاظم الشيرازي ولم يكن يُعرَف باسم كاظم الحائري . ولقب الشيرازي باعتبار الأصل الإيراني الذي يرجع الى شيراز موطن أسرته قبل الهجرة للعراق .

‏2 - أول ما طرق اسمه سمعي في العراق في نهاية السبعينات وبداية الثمانينات في معرض الحديث عن أبرز تلامذة المرجع محمد باقر الصدر . كان بإسم كاظم الشيرازي .

‏3 - كان كاظم الشيرازي ( الحائري ) أبرز تلامذة محمد باقر الصدر وكان أيضا من أبرز هؤلاء في حزب الدعوة ولم يخرج من الحزب إثر فتوى أستاذه الصدر الذي ألزم المعممين المرتبطين بنهجه بإنهاء علاقتهم بحزب الدعوة وأخفى عن أستاذه استمرار انتمائه التنظيمي الى أن اضطر لمغادرة العراق في 1974.

‏4 - غضب محمد باقر الصدر على كاظم الحائري وظل مدة من الزمن مقاطعا له بسبب هذه القضية .

‏5 - غادر الحائري العراق الى قم واستقر فيها وظل ناشطا في ذلك الوقت في حزب الدعوة بنحو سري أيام حكم الشاه في إيران .

‏6 - كتب في أواخر السبعينات كتابه (أساس الحكومة الإسلامية) ناقدا نظرية الشورى كأساس للحكم ومؤصلا لنظرية ولاية الفقيه المطلقة التي قدّمها بوصفها البديل (الإسلامي) الشيعي عن الديمقراطية التي انتقدها في هذا الكتاب أشد انتقاد .

‏7 - عرض الحائري كتابه على أستاذه الصدر فاعترض عليه وقال إنه لا يتطابق مع ما انتهى اليه من التوفيق بين الشورى وولاية الفقيه . فمحمد باقر الصدر في آخر ما وصل اليه كان يذهب الى ولاية الفقيه لكنه لم يُسقط الشورى عن الاعتبار وحاول الخروج برأي توفيقي بينهما .

‏8 - بعد الثورة الإيرانية وتربع الخميني على عرش السلطة طور حزب الدعوة وضعه السياسي الذي كان قائما على الشورى وانتخب الحائري فقيها للحزب ليمارس ولاية الفقيه في داخل الحزب وتكون شرعية الحزب مستمدة من وجود الفقيه على رأس هرمه .

‏9 - أعلن حزب الدعوة تأييده للثورة الإيرانية وللخميني ولقيادته ل ( الأمة ) لكنه لم ينسجم مع توجهات هذه القيادة في الخطوط التفصيلية التي لا تتطابق مع توجهات الحزب ومصالحه وكان الحائري آنذاك متماهيا مع حزب الدعوة في هذا الأمر . وقد انعكس ذلك في الخلاف الحاد بين الحزب والحكيم .

‏10
- دعم الخميني بزخم كبير محمد باقر الحكيم وكان توجه كل أجهزة الدولة في إيران داعما للحكيم بينما عارض حزب الدعوة ذلك الأمر الذي اتخذه الحكيم مطعنا على الحزب ليصفه بأنه ضد ولاية الفقيه .

‏11- مع أن الحائري يقول بولاية الفقيه المطلقة إلا أنه كان متماهيا مع حزب الدعوة في موقفه الرافض لتوجهات الخميني والدولة في حصر قيادة العمل في الساحة العراقية بمحمد باقر الحكيم الذي كان لا يفتأ عن التسبيح بحمد الخميني وترويج ولايته على ( الأمة) وكان يسميه دائما (إمام الأمة )

‏12- مع أن حزب الدعوة كان يروّج لمرجعية كاظم الحائري في الثمانينات إلا أن الحائري وجد أن صفته الحزبية تعيق تسويقه كمرجع في أوساط الناس باعتبار أن المرجع يجب ألا يكون مرتبطا بحزب فقرر الخروج من حزب الدعوة وانبرى بشكل معلن للعمل على تسويق مرجعيته لا سيما في الوسط العراقي .

‏13- لم ينجح الحائري في تكريس مرجعيته فقد كان في الساحة مراجع لا يستطيع منافستهم كالخوئي والسبزواري ثم السيستاني . ثم صدم صدمة شديدة حين برز محمد الصدر في داخل العراق كمرجع استطاع استقطاب الشارع الشيعي في العراق بنحو لم يعد هناك مكان ومجال لمرجعية الحائري .

‏14- وقف الحائري بالضد من مرجعية محمد الصدر لكن بحذر وتحفظ ولم يتغير موقفه إلا بعد أن علم بأن محمد الصدر أوصى بالرجوع اليه إذا غادر الحياة فتنفس الصعداء وانتعش فيه الأمل بوراثة الشارع الشيعي في العراق الذي غدا شارعا صدريا .

15- بعد موت الخميني وتولّي خامنئي للسلطة وجد الحائري الفرصة متاحة لتوثيق العلاقة مع خامنئي لا سيما وأنه أي الحائري قد انفك عن حزب الدعوة وأصبح في حل من الالتزام بموقف حزب الدعوة المعارض للحكيم وباعتبار أنه أخذ خط المرجعية بدلا من الانغماس في الخط السياسي .

‏16- وجد الحائري تجاوبا من خامنئي الذي انفتح عليه ودعمه وتزامن ذلك مع تطوير الحائري لنظريته الفقهية في التكييف بين المرجعية وولاية الأمر وحصر الإدارة والقيادة السياسية بالولي الفقيه وسحبها من مراجع التقليد الذين يظلون مراجع للفتوى في الشؤون الفردية وما لا يتعارض مع الوليّ.

‏17- منذ تلك الحقبة ظل الحائري داعيا الى قيادة خامنئي الشاملة لكل الشيعة في العالم وتوالت بياناته وفتاويه في التصريح بهذا الأمر .

‏فدعوته الى ولاية الفقيه وقيادة خامنئي العامة بوصفه ولي الأمر على النطاق العام لم تأت في بيانه الأخير فحسب وإنما هو النهج الذي التزم ونادى به .

‏18- هل تم الضغط من إيران على الحائري للتنحي عن المرجعية ؟ كلا بكل تأكيد فنظام الملالي وعلى رأسه خامنئي مستفيد من مواقف الحائري الشديدة التأييد له والمتماهية معه ولا تشكل مرجعية الحائري المحدودة والتي فشلت في التمدد عراقيا فضلا عن غير العراق أي ضرر على خامنئي ونظامه .







تعليقات

أحدث أقدم