سحر النصراوي
كل صباح هو إيذان بوعد جديد وكثير من الأمل حتى في أسوا الظروف وأشد الأيام صعوبة . فبعض الصباحات لا تحمل في طياتها وعودا فقط لكنها قد ترسم لك أيضا جسرا يصلك بمثيلاتها في الذاكرة القريبة أو البعيدة .
قد تحمل لك أيضا حكمة أو تبعثك على التأمل .. لكن ما يحز في نفسي هو أنني ومنذ مدة ولعل مثلي كثر .. بدأت أفقد شغفي بالصباحات و أريد لليل أن يحل بسرعة كي يستر قليلاً من عري حقيقة أن صباحاتنا فقدت عطرها .. فقدت الصباحات ألقها الذي دأب الروتين و الملل على طمس رائحته .. صرت أعيش نفس اليوم بخاصية قص و نسخ .. اليوم أحسست أنني أمام تحد حقيقي فالشغف بالصباحات و بالبدايات الجديدة بات غائبا تماما عن حياتي أنا ومثلي كثر . والأمر ليس نابعا فقط من ظروف خارجة عن إرادتنا إنه يتعلق في أغلبه باسباب ذاتية .. إنه فقدان الإحساس بالمتعة في كل ما نقوم به ما أطفأ جمرة الشغف . كلما ازداد إحساس المرء بالمسؤولية زادت معه مجموعة الفروض وتنامى معه الإحساس بالواجب ..
واحب أن تعمل ..
واحب أن تتواصل مع أشخاص لا تتفق معهم ..
واجب الإنخراط في مجتمع يلفظك..
واجب أن تتقبل حياتك..
واجب أن تحرص على أوقات الدواء ..
واجب أن تعتني بمن يحتاجك...
والقائمة طويلة ..
أطول من أن تتسع لها بضع سطور ..
وبما أن كلمة واجب ومسؤولية تحملان نفس إيقاع الإلتزام والإلزام فإنهما تسلبانك ودون قرار جل المتعة . نحن اليوم في أمس الحاجة إلى إعادة صياغة واجباتنا ومسؤولياتنا ضمن إطار عملي يتيح لنا وصلها بما هو إنساني من جهة ووضعها في الإطار الذي يمكن أن يجعلها مسلية أو ممتعة إلى حد ما .. استعادة الإحساس بالمتعة و شغف البدايات يحتاجان إلى أكثر من فسحة صباحية في موقع تواصل إجتماعي . الأمر يتطلب البحث عن أسلوب ونمط حياة بعيد عن الالزاميات والمحاضير قريب من العفوية قادر على ملامسة إنسانيتنا .


إرسال تعليق