نسمة من ايام زمان

مشاهدات

 

ولاء العاني
 

 مددتُ كفي للعرافة
فقالت : يد الخير سبقتك ونهرين تركت أثرها في مغيب الايام وصحراء روحك لازالت جرداء . انصتتُّ باهتمام ولم أبادرها بأي حرف او كلام .

 

ثم أكملَت كلامها وقالت : غابات النخيل الباسقات صارت ركام وقصورٌ فارهاتٌ في نفوس البشر غدَت حُطام .

 

فتسمرتُ في مكاني لا أريدها أن تكمل فقد تكشف سرًا من أسرار زماني ! واصلت هي بانسجام وبدأَت تقلب النظر على كفي الممدود امامها  وقالت : لم يبقَ لكم أملًا والشيب والشباب ارتحلوا ونسائكم في الطرقات تقطعت بهم السبل وتسولوا ...

 

صمتَت لبُرهة وأطلقَت لنفسها الكلام في قراءة الطالع . هيا بُنيتي أخبريني ما قصتك ؟

 

أجبتُها ودموعي تنهمر من مقلتي شريان ... قلبي تركته هناك عند اهلي أحبتي وصحبي وطرقات لعبت فيها مع الجيران في طفولتي .

 

لم تتردَد : يا سلام واليوم تقولون أنكم أبناء تلك الأيام ! انهضي من أمامي فلم يعد لك عندي حُروفٌ للشرح او الوصف . فرائحة الدم غطت على أيامنا وذكريات القهر غلفَت جدار قلوبنا وأنين الشوق لأيامكم داعب خيالنا فأعيانا وأتعبنا .

 

لم يبقَ لي إلا أن أفتح حقيبتي لادفع لها ثمن اتعابها فبادرتني وقالت : سبق وأن دفعتِ لي قهرا إثر قهر وموتا بعد موت . لا اريدُ منك إلا الإنصراف وإذا عدتِ مرة اخرى اجلبي معك نسمة من فرح الأيام التي ولَّت  وصارت احلام ...

 




تعليقات

أحدث أقدم