قنبلة موقوتة تحت الجليد

مشاهدات


ترجمة : ضرغام الدباغ 


في معسكر سنتوري غرينلاند (Camp Century Grönland) : هناك قنبلة موقوتة تحت الجليد ..! فقبل نحو خمسين عاماً تم دفن المعسكر العسكري الأمريكي Camp Century تحت جليد غرينلاند واليوم هناك مخاطر قد تبرز .. وذوبان الجليد وعوامل الطبيعة قد تغير المناخ ويعود المعسكر إلى الظهور .

 

حين تم دفن معسكر الجيش الأمريكي تحت طبقة كثيفة من الجليد في غرينلاند لم تكتشف السلطات الدانمركية الأمر إلا عام 1995 حين ابتدأ عصر التغير المناخي والذوبان التدريجي للجليد يظهر ما قد أخفي في الأعماق مخاطر قد تشكل تهديداً للطبيعة البيضاء الشاسعة والتكوينات الغريبة الأشكال للجليد والمياه الزرقاء الصافية قد تهدد هذا المنظر الرومانسي الجميل ... فهناك قنبلة موقوتة تختبئ بين نفايات المعسكر على عمق 65 مترا تحت السطح يمكن أن تظهر للسطح بعد ذوبان الجليد . وهو ما يخشاه العلماء الأمريكان كما نشب نزاع بين غرينلاند والحكومة الدانمركية حول المسؤولية عن القنبلة وكيفية التخلص منها والقيام بذلك . ومن أجل ما حدث علينا العودة 50 عاماً إلى الوراء ...! إلى عهد الحرب الباردة عندما انخرطت روسيا والولايات المتحدة في سباق تسلح في ذلك الوقت شيد الأمريكيون تحت جليد الجزيرة التابعة للمملكة الدنمركية (تبلغ مساحتها 2 مليون 166 ألف كيلومتر مربع ويبلغ سكانها نحو 56،421 نسمة) منشآت عسكرية ومواقع لإطلاق الصواريخ النووية تحت جليد الجزيرة وقد حسب في ذلك الوقت أن الصواريخ الحاملة للقنابل  ستصل  إلى هدفها بشكل أسرع من هذا المكان كانت هذه هي الفكرة التي دارت في رؤوس المخططين . وحمل المشروع أسم  الدودة الجليدية  وكان يهدف إلى استيعاب 600 صاروخ نووي والمحطة التي بوشر بتشييدها منذ عام 1959 وبعمق 6 أمتار تحت سطح الأرض كان يشغله بين 85 إلى 200 جندي . ومن اجل توفير الطاقة الكهربائية كان هناك مفاعل نووي لهذا الغرض وبالإضافة لذلك كانت هناك شبكة واسعة من الأنفاق . حتى الحكومة الدانمركية التي تعود الجزيرة لها متمتعة بالحكم الذاتي، لم تكن على علم بما يدور على الجزيرة وما يفعله الأمريكان في الجليد رسمياً كان الأمر مطروح على أن ما يدور في معسكر سنتوري هي تجارب علمية على ظروف البيئة في القطب الشمالي وسائر الحقائق لم تتضح إلا حين أمر مجلس النواب الدانمركي إجرائها عام 1995. وحتى ذلك الوقت كان معسكر سنتوري قد أصبح تاريخاً فالثلج كان في حركة كبيرة وبعد ثلاث سنوات قرر الأمريكيون التخلي عن القاعدة وفي عام 1967 تقرر نهائيا إيقافه ولم يجدوا أن عملية إخلاءه ضرورية لأنهم افترضوا  أن الثلوج وطبقة الجليد تبلغ سماكتها 36 متراً وهي كافية لتحفظ كل شيء وتغير الطقس بهذه الدرجة لم يكن أحد قد يتوقعها ولن تأخذ بالحسبان . وإذا تواصل ذوبان الجليد في غرينلاند بهذه السرعة فمن المحتمل أن يظهر معسكر سنتوري واضحا للعيان في غضون 75 عاما المقبلة، وحسب المعطيات التي أوردها علماء أمريكان في مجلة (Geophysical Research Letters) فإن : 9200 طن من النفايات و200000 لتر من وقود الديزل ومركبات ثنائي الفينيل (مركبات كلور عضوية مسبب للسرطان) و24 مليون لتر من مياه الصرف بما في ذلك مياه التبريد من المفاعل النووي ستخرج إلى السطح وتختلط بمياه البحر . ويشعر سكان غرينلاند بالقلق ألا يكون معسكر سنثري المحطة الأمريكية الوحيدة  الخاملة المدفونة في جليد جزيرتهم الآمنة وبحسب أقوال نونانوت بيسورتتاغارفيك من وزارة الخارجية من وزارة الخارجية غرينلاند  أن هناك أكثر من 30 منشأة عسكرية أمريكية مهجورة في غرينلاند تركها الأمريكيون ولم يحسبوا حسابات والأضرار الصحية للنفايات على البشر وعلى البيئة والبرلمان يريد التقدم بطلب رسمي للحكومة المركزية الدانمركية والولايات المتحدة الشروع بالتخلص من هذه المحطات العسكرية ومخلفاتها .


صبر سكان غرينلاند ينفذ

وطالب مسؤول من الحكومة المحلية لغرينلاند (الوزير فيتوس كوجوكيتسوك) مصرحاً لصحيفة بيرلينجسكي الدانمركية " أن من قام بالتلويث أو الذين قبلوا ومنحوهم الموافقة أن يقوموا بالتنظيف ". وكانت الحكومة الأمريكية قد سلمت المنشأت رسميا للحكومة الدنماركية وانسحبت دون إخلاء وتنظيف الأمكنة الذي كانت تشغلها لذلك فإن الدنمارك هي المسؤولة الأولى عن التسوية والتعويضات. الحكومة الدنماركية لا تريد أن تستبعد مسؤوليتها ف 75 عاماً (الفترة المقدرة لذوبان الثلوج) هي فترة طويلة وحول هذا الأمر يقول وزير الخارجية كرستيان جنسن  أن التأثيرات المحتملة لتغير المناخ والبيئة ليست قضية مستعجلة بل لها طابع التحدي البعيد الأجل ونحن سنحتاج لمعالجتها بالتعاون مع الحكومة المركزية الدانمركية وهناك صلات وثيقة بهذا الصدد والحكومة المركزية في كوبنهاغن تدرس مراقبة التغيرات المناخية لتشمل منطقة واسعة التي تحيط بمنطقة معسكر  سنتوري . بسرور يتابع العلماء والمشاركين في البحوث والدراسات من ويليام كولجان المشارك في الدراسات حول الموضوع أن جهودهم أدت ثمارها والموضع الآن على محمل الجد وكانت حكومة الدنمرك وغرينلاند لا تساهم ماليا في جهودهم لذلك عملوا كثيرا وفي عطلات نهاية الأسبوع ويقول أحدهم نحن ندعم فكرة المراقبة الدائمة لمعسكر سنتوري رغم أن النفايات والمخلفات لا تشكل خطرا في الوقت الراهن . لكن سكان جزيرة غرينلاند يريدون التأكد أن شخصية ما تتحمل المسؤولية فعلاً وواقعاً ويقول مسؤول غريلاندي  بعد سنوات طويلة من الانتظار أن يتولى من تسبب بالتلوث عملية التخلص من الآثار والنفايات فغرينلاند تفقد تدريجيا الصبر مع الحكومات الدنماركية المركزية المتعاقبة وإعلاناتها الغامضة .

 


تم النشر بتاريخ 01.11.2016

المصدر: DPA / nasa mda lof cul

 


 

تعليقات

أحدث أقدم