"كلب الحايك"!!

مشاهدات


 

عبد الكريم الوزان

 

كلب الحايك أو كلب الخياط  وفي اللهجة العراقية ( جلب الحايج ) مثل يتداوله العراقيون وأشقاءنا في بعض البلدان العربية . 

مفاد الحكاية : انه في إحدى القرى حيث يتاجر الناس ‫بتربية الاغنام قام ذئب بمهاجمة قطيع فيها .. ﻓﻬﺮﻋﺖ كلاب ﺍﻟﻘﺮﻳﺔ خلف ﺍﻟﺬئب للانقضاض عليه الا ان التعب أعياها فتوقفت وعادت ﻟﻠﻘﺮﻳﺔ ﺇﻻ كلب ﻭﺍﺣﺪ بقي ﻳﻄﺎﺭﺩ الذئب .. ﻭعندما ﺗﻌﺐ الأخير توقف واستدار نحو  الكلب متسائلا :  .. هل ﺍﻧﺖ كلب ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﻐﻨﻢ ؟!.‬

‫الكلب : ﻻ ..‬

‫الذئب : وهل انت كلب ﺷﻴﺦ ﺍﻟﻘﺮﻳﺔ ؟!‬

‫الكلب : ﻻ ..‬

‫الذئب : وهل ﺍﻧﺖ كلب ﺍﺑﻦ ﺍﻟﺸﻴﺦ ؟!.‬

‫الكلب : ﻻ ..‬

‫الذئب : من صاحبك اذن ؟!.‬

‫الكلب : ﺃنا كلب خياط القرية !!..‬

‫الذئب : وهل ﺍلخياط يملك ﻏﻨما ؟!‬

‫الكلب مستهزئا : لا يملك ولا خروفا واحدا!!.‬

‫الذئب : وهل أصحاب الأغنام حينما ﻳﺬﺑﺤﻮا أغنامهم  يطعمونك بعظمة او لحمة ؟!‬

‫الكلب : ﻻ .. يطعمون كلاﺑﻬﻢ فقط وأنا أتفرج !!. ‬

‫هنا صرخ الذئب  بوجهه : كلب ابن الكلب سأجعلك ﻋﺒﺮﺓ لجميع الكلاب وسأمزقك إربا.. منذ ساعة وانت  ﺗجري خلفي ﻭﺍلخياط  ليس لديه خروف وأكثر من ذلك أنت غير مستفيد منه ولا حتى من سكان القرية !!. ‬

 

محطتنا اليوم عند بعض الشخصيات والجهات التي تعمل على تأزيم المواقف وتصب الزيت على النار بدوافع مذهبية أو طائفية أو بسبب طفح قلبها وعقلها بضغائن وأحقاد دفينة أكل عليها الدهر وشرب . والأنكى من كل ذلك ان منها من يمتلك وسائل اعلام خطابها الاعلامي  يصمم وفق سياساتهم وأهدافهم  فتعمل على ارباك وتضليل وتأجيج الرأي العام  في وقت يكون البلد أحوج من غيره للحكمة والعقل والبصيرة والحيادية .‬ العراقيون اليوم جميعهم بقارب واحد ومن مصلحة الركاب اليقظة والحرص بدلا من الاندفاع والسير بنظام القطيع  فقد عانوا الكثير من الويل والحرمان والتجهيل المؤدلج وضحوا بالغالي والنفيس حتى صلة أرحامهم تقطعت ولابد من اتخاذ قرار شعبي جماهيري عاجل موحد يعيد الحال الى سابق عهده بعيدا عن الكلاب الضالة ومنها " كلب الحايك "!! .

 

 

تعليقات

أحدث أقدم