دبلوماسي سابق : رحيل فرنسا من مالي خيبة أمل وفشل سياسي

مشاهدات

 



غادر آخر الجنود الفرنسيين مالي يوم الاثنين 15 أغسطس بعد أن تم إخلاء آخر قاعدة عسكرية فرنسية تقع في مدينة غاو شمال البلاد وتسليمها للسلطات المالية إيذانا بنهاية عملية برخان التي استغرقت حوالي 9 سنوات . وأعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في 17 فبراير 2022 عن انسحاب قوات بلاده من قواعد مالي تدريجيا وبعدها تم ربط قوافل جوية وبرية بين قاعدة غاو والنيجر ويضمن الإليزيه في المقابل أن تظل فرنسا ملتزمة بمكافحة الإرهاب في منطقة الساحل إذ لا تزال القوات الفرنسية منتشرة في تشاد والنيجر اللذين وصفتهما وزارة القوات المسلحة الفرنسية بالشركاء الأساسيين .


وكانت عملية برخان التي أعقبت عملية سرفال التي انطلقت في عام 2013 قد أتاحت القتال لمدة 9 سنوات في منطقة الساحل وتأمين مناطق عديدة من الأراضي المالية. لكن العلاقات مع مالي التي دعت فرنسا للمساعدة في عام 2013 تدهورت منذ وصول المجلس العسكري إلى السلطة ونمت المشاعر المعادية لفرنسا بشكل مطرد في البلاد وخرج الماليون للتظاهر للمطالبة بتسريع رحيل القوة العسكرية الفرنسية . ويرى السفير الفرنسي السابق في مالي والسنغال والكونغو والباحث في معهد العلاقات الدولية والاستراتيجية بباريس ومؤلف كتاب Le Grand Livre de l’Afrique وصرح نيكولا نورماند  أن هناك جانبا إيجابيا لعملية برخان لا يجب تناسيه . وكان يمكن استعمار مدن في شمال مالي من طرف المتشددين لكن بفضل عملية برخان تم تجنب ذلك وتمت حماية جزء من المواطنين من أعمال عنف دموية والدليل على ذلك هو أنه بعد انطلاق عملية الانسحاب الفرنسية   ارتفع عدد الضحايا الماليين بنسبة 40% خلال الستة أشهر الأولى من السنة الجارية بالمقارنة مع نفس الفترة من السنة الماضية كما أن الجيش المالي استطاع إعادة تشكيل نفسه وتقويه عتاده .


المصدر :عربي-sky- news


تعليقات

أحدث أقدم