هكذا كان حب العلم والمعرفة من كلا الطرفين المعلم والمتعلم

مشاهدات

 


 د. شاكر حسين الخشالي

تخصص علم النفس الاجتماعي .

 

 

في عام 1954م منتصف القرن الماضي كنا في الصف الأول الابتدائي في مدرسة كنعان الابتدائية الرسمية ربما لا يتجاوز عددنا الـ 15 تلميذ وتلميذة واحدة فقط هي أبنة مدير الناحية .

 

هؤلاء النخبة وبقدر نصفهم في الصف الثاني وربما ثلثهم أو أقل في الصف الثالث هم في وقتها كل طلبة العلم والمعرفة ضمن الحدود الإدارية لناحية كنعان كانت هناك مدرسة أهلية هي ( السعدونية ) بناها الشيخ سلمان السعدون شيخ بني زيد رحمه الله  في قريته النائية في أقصى حدود ناحية كنعان من الجنوب مع واسط عبارة عن دامة من الطين هي الصف واخرى للمعلم  لا اعرف عدد طلابها لكن عندما أكملنا الابتدائية وانتقلنا إلى ثانوية بعقوبة عام 1959م التحق معنا إثنان من أولاد الشيخ سلمان فقط هم ( كامل وهشام ) رحم الله المتوفي وأطال في عمر الحي فأرجح أنهم حصيلة ممن أعدوا من تلك المدرسة كانت الوسيلة الوحيدة للتنقل هي (الرجلين) وإذا أنعم علينا الله نتعلق بخلفية سيارة أحمد الحنفيش ـ باص خشب موديل 41  أجزاءً فيها متعطلة ومربوطة بحبل الصاري وليس بالدسر كان البعض منا في قرى أقصى الجنوب يقطع مسافة ربما تزيد عن 15 كم ذهاباً وبقدرها إياباً مشياً على الأقدام في جو ممطر وطريق موحل وتهاجمه على الطريق كلاب القرى التي يمر منها الطريق وأحياناً حتى الذئاب أما المعلم  فهو أبو نعيمة من بهرز رحمه الله فهو يومياً يأتي ممتطياً حصانه من بهرز إلى كنعان ويعود أدراجه بعد انتهاء الدوام على ظهر الحصان المسكين كانت مكافئة ذلك الحصان هي حفنة شعير ربما أقل من ربع كيلو هدية من الفراش ( محمود الجرمط ) رحمه الله لذلك الحصان .

 

هكذا دخلنا بنهم إلى تمهيد نيل العلم والمعرفة رغم الفقر والجهل لكننا كنا أغنياء جداً بالإرادة والعزم على الوصول إلى ما يروي نهمنا من العلم والمعرفة  فالإرادة تنتصر على كل العوائق وتزيحها من أمامك . تخصص علم النفس الاجتماعي .


----------------------------------------

استدرك الدكتور هشام السعدون حي يرزق فارجو المعذرة وأطال الله في عمره .

تعليقات

أحدث أقدم