وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا

مشاهدات

 


بقلم عبد المنعم إسماعيل 


منهجية فرعونية الراية ابليسية المنبع والغاية تستهدف هدم البنيان الجماعي للأمة وتمزيق عراها ليتمكن فرعون من بسط نفوذه على الكيان المنتهي من الداخل حين أصبح عبارة عن رايات متفرقة متنازعة متصارعة كل يستهدف الخلاص من الاخر ليكون من سدنة المربض الفرعوني المتحكم في زمام الأمور كما يراها أهل البغي و الجاهلية فغاية طلاب الدنيا الدنو والتبعية لسنن الذين من قبلهم أو لرموز البغي والفساد في حياتهم إما اعتقاداً في مشروعية الخلل أو حكم الجاهلية او قبولاً لتبعية من بأيديهم سدة القرار بموازين الأرض . 


قال تعالى :  إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِى ٱلْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَآئِفَةً مِّنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَآءَهُمْ وَيَسْتَحْىِۦ نِسَآءَهُمْ ۚ إِنَّهُۥ كَانَ مِنَ ٱلْمُفْسِدِينَ .

.. طبيعي جداً أن يقع الانقسام بين الجنس البشري ليتكون منه طرفي المعادلة الكونية  الطرف الاول الذي يقوم بخلافة آدم في الأرض من خلال تطبيق أحكام السماء استجابه للجعل الرباني الذي قال فيه رب العالمين : 

وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً ۖ قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ ۖ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ.


فخلافة الأنبياء في أرض الله جعل رباني تصلح به الأرض بخلاف الجعل الفرعوني الذي يسعى من خلاله فراعنة كل زمان إلى ترسيخ فكرة الانقسام بين الشعوب والجماهير تحت رايات مصنوعة وحيل خداعة وأكاذيب يروجها سحرة البيان الفرعوني للوصول بالمجموع الكلي للأمة الى حالة التيه والاستضعاف الشامل المطبق على عقول الدهماء بعد الخلاص من العلماء والمفكرين والدعاة بمزاعم فرعونية فاجرة حين قال تعالى بياناً لمكر فرعون : 

وَقَالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَىٰ وَلْيَدْعُ رَبَّهُ ۖ إِنِّي أَخَافُ أَن يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَن يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسَادَ . سورة غافر .


الفجور الفرعوني وصل إلى قمة البغي والفساد فنادى فرعون في الناس متبجحاً كما قال تعالى:إِنِّي أَخَافُ أَن يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَن يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسَادَ . إن حراسة الجاهلية الفرعونية تتطلب من الفرعون بجاحة المنطق وخبث الافتراء ونتن الاستسلام للهوى وحراسة الباطل من خلال رموز الرسوخ لجاهلية الفرعون وهم : 

سحرة البيان هم الذين يشيعون  في الناس أكاذيب الفكر الفرعون وآليات الصباغة العقلية للشعوب والرعية حتى تعيش الجماهير بين يدي فرعون كالميت  بين يدي المغسل وحينها ينطق الفرعون لهم : إِنِّي أَخَافُ أَن يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَن يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسَادَ . أي جهالة وكبر وبغي أكبر من هذه وهو تنزيل أوصاف الفساد على المخالفين لرؤية العقل الفرعوني الجاهلي . الفرعون الجاهلي الذي قال للناس :وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَٰٓأَيُّهَا ٱلْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُم مِّنْ إِلَٰهٍ غَيْرِى فَأَوْقِدْ لِى يَٰهَٰمَٰنُ عَلَى ٱلطِّينِ فَٱجْعَل لِّى صَرْحًا لَّعَلِّىٓ أَطَّلِعُ إِلَىٰٓ إِلَٰهِ مُوسَىٰ وَإِنِّى لَأَظُنُّهُۥ مِنَ ٱلْكَٰذِبِينَ .هكذا يزعم الفرعون اختذال رؤية التخطيط لقومه ومن فرط جاهليته طلب من وزير الشؤم هامان أن يبني له صرح لكي يصعد من خلاله إلى الله كما توهم ذاك المختل عقلياً وفكرياً وعقدياً . تتمزق البنية  المجتمعية من خلال ترسيخ عدة مظاهر للشرك مثل : شرك العقول وهو إعطاء  العقل البشري مساحة من الإفراط في الحرية حتى يتوهم أن من خلاله الاستقلال بعيداً عن الشريعة  الإسلامية ومفرداتها المعصومة . شرك القلوب : هو الضغط على القلوب حتى تنحرف بوصلة أعمال القلوب مثل الخشية والإنابة والتفويض فتذل الجوارح تبعاً لخلل القلوب والعقول ليكون شرك القبور هو الدلالة الواضحة على شرك العقل والقلب حين تنقسم الجماهير على حسب تنوع  قبور أدعياء الصلاح أو حتى رموز ال البيت المعروفين كو سيلة لهدر قيمة النصوص الشرعية الحارسة للتوحيد الخالص لله رب العالمين بكمال الاتباع للسنة سيد المرسلين محمد صلى الله عليه وسلم من خلال قبول فهم الصحابة  رضي الله عنهم أجمعين . 

 

إن حرص الفرعون على دعم المنظمات الراعية لبناء مؤسسات صناعة الشيع داخل المجتمع يعتبر قرار وجودي بالنسبة للطغمة الفرعونية المتحكمة لذا يقف كل فراعنة الأرض ضد كل دعاة التوحيد والسنة لأنهما الأداة الوحيدة لتكوين تيار جمعي  أحادي الرؤية الربانية ومن ثم يتم تجفيف منابع الجاهلية الموروثة والمصنوعة المعاصرة لذا فالسعي نحو التنقيب عن قبور السابقين وأهواء اللاحقين يعتبر خياراً استراتيجياً لفراعنة كل عصر فوق كل مَصْر والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون . لقد أدرك فرعون النظام الدولي هذه المنهجية الجاهلية فعمدت  الصهيونية والصليبية الى دعم الخمينية كأداة خبيثة لصناعة أخبث شيع الهلاك ثم دعموا الجماعات التكفيرية  الدواعش ليكونوا خنجر مسموم في جسد الأمة  ثم  دعموا المنظمات التغريبية النسوية التي تهدم الأسرة المسلمة ثم دعموا الشذوذ  الجنسي بين الجنسين لتمرير محرقة النظام الدولي للأرض ومن عليها ثم دعموا المنظمات الربوية لتمرير خطط إفقار الشعوب  ثم  دعموا الفوضى الهدامة لهدم النواة الصلبة في الأمة بمزاعم التغيير لتمرير فكر الدويلات المذهبية والطائفية حول الدولة اللقيطة المحتلة لفلسطين .

 

 


تعليقات

أحدث أقدم