بين السيادة والذلّة في اجتماع جدة

مشاهدات


 

د . محمود خالد المسافر


ان الدول تختلف بينها وتتحارب وتتصالح وتتحالف ثم تختلف هذا هو ديدن العلاقات الدولية لكن حكومات الدول تلتزم ببروتوكولات تحددها مفاهيم مثل السيادة والتعامل بالمثل وغيرها. وليس مستغربا أن يتجرأ نائب حاكم الكويت على النظام العراقي الوطني خلال اجتماع جدة وبحضور رئيس وزراء مزبلة الخضراء ووفده المرافق له . 

 

هل كان ليجرؤ اي رئيس دولة يلتقي بالرئيس الراحل صدام حسين أن يتفوه بكلمة واحدة تسيء إلى الملوك العراقيين الذين حكموا العراق حتى عام 1958 أو تسيء الى عبد الكريم قاسم أو إلى عبد السلام عارف أو أخيه عبد الرحمن ؟. لماذا لا يحصل ذلك بين قطر والسعودية وبينهم ما بينهم من خلافات لا زالت إلى اليوم  لكن حكام البلدين رأوا أن يتم التغاضي عن خلافاتهم من أجل تغليب المصلحة المشتركة ومصالح الإقليم . لماذا لا يحدث ذلك بين كل الدول المختلفة في العالم والتي لديها مشاكل حدودية بينهم ؟. هل يقبل بوتين اليوم أن يُسب الاتحاد السوفيتي من قبل حكومة هنغاريا الحالية؟ وكلنا يتذكر المأساة الهنغارية . هل يقبل الرئيس السيسي أن يُسب الرئيس حسني مبارك أو الرئيس محمد مرسي من قبل رئيس دولة أجنبية وبحضوره ؟. ان كارثة العراق ليس لها مثيل يشبهها من قبل ولا أظن من بعد أيضا. 

 

لقد تسلّم زمام الحكم في العراق أشخاص حاقدون على العراق وعلى تاريخه وعلى إنجازاته. ما كل هذا السفه ؟ وكيف يمكن لحكومة عربية أو اجنبية أن تحترم مثل هؤلاء الامعات الذين يسمونهم حكام العراق ؟. والمشكلة الأخلاقية ان شعار هذه الطبقة السياسية منذ أن سلطتها اميركا على مقدرات المنطقة الخضراء هو هيهات منا الذلّة. وهم غارقون في الذلّة بل إن الذلّة تتنجس منهم . سيكون الخلاص القريب باذن الله وسنحتفل جميعنا قريبا في ساحة الاحتفالات الكبرى في يوم ليس كالايام .

تعليقات

أحدث أقدم