زيارة محمد بن زايد لفرنسا "استراتيجية مستدامة"

مشاهدات



ماريا معلوف
متخصصة بالسياسات الأميركية وشؤون الشرق الأوسط

 


تندرج زيارة رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان إلى فرنسا في سياق الشراكة الاستراتيجية بين الدولتين وتحقيق الازدهار لشعبي البلدين والتنسيق لمواجهة التحديات العالمية وحل الأزمات . وفي الاتجاه الفرنسي تؤكد الزيارة الوزن الاستراتيجي الكبير لدولة الإمارات في إطار مجلس التعاون الخليجي وحضورها القوي في إطار العلاقات الدولية الراهنة . يأتي هذا في الوقت الذي حققت فيه الامارات مؤشرات هامة على صعيدي التنمية الاقتصادية والبشرية والتعليم وكذلك بناء علاقات متشعبة اقتصادية وثقافية فإن الزيارة الرسمية الأولى لرئيس دولة الإمارات كانت إلى فرنسا لتعزيز الشراكة الثنائية بين الدولتين في أبعادها الاقتصادية والثقافية في الدرجة الأولى فالتقارب الأوروبي الخليجي وخاصة مع دولة الإمارات ليس وليد اليوم فهناك مسار متطور للعلاقات المشتركة بين دول الاتحاد الأوروبي ودول مجلس التعاون الخليجي الست سياسياً واقتصادياً في السنوات الأخيرة وثمة نتائج إيجابية متوقعة لهذه الزيارة وفي مقدمتها رغبة فرنسا والاتحاد الأوروبي تكثيف وزيادة حضورها في المنطقة مع ارتفاع وتيرة اعتمادها على الغاز والنفط الخليجيين حيث تعتبر الإمارات في مقدمة أهم الدول المنتجة للطاقة وفي ظل أزمات اقتصادية لها علاقة بالتضخم وتدهور سعر اليورو فإن فرنسا وأوروبا اليوم بحاجة إلى هذا التعاون مع دولة الإمارات ومجلس التعاون بشكل عام .

 

تعد الإمارات العربية المتحدة الشريك الثاني لفرنسا من بين دول الخليج العربية وتجمع دولة الإمارات وفرنسا علاقة صداقة طويلة الأمد وتعاون استراتيجي في مختلف المجالات . وقد بذلت قيادتا البلدين جهوداً كبيرة خلال السنوات الأخيرة لتعزيز العلاقات الثنائية بما يحقق مصالح الشعبين الصديقين . وتشكل قيمة التجارة البينية بين الدولتين نحو ثمانية مليارات وأربعمائة مليون دولار سنوياً خلال السنوات الأخيرة ويشكل النفط والغاز النسبة الكبرى من حجم الصادرات الإماراتية إلى فرنسا وقيمتها ثلاثة مليارات وثلاثمائة مليون دولار في حين تشكل الصناعات الفرنسية الثقيلة النسبة الكبرى من حجم الصادرات الفرنسية البالغة خمسة مليارات دولار ومائة مليون دولار سنوياً وستركز زيارة رئيس دولة الإمارات إلى فرنسا على تطوير وتعزيز العلاقات التجارية والاقتصادية بشكل عام هذا فضلاً عن الاهتمام بالمناخ والطاقة البديلة والمتجددة وهناك مجالات واسعة وموجودة تتمثل بالتعاون التقني والمناخي والبيئي والتوطين المعرفي بين الامارات وفرنسا ويمكن العمل على تطويرها بشكل لافت وتنشيط الأوضاع الاقتصادية من حيث الأداء وكذلك استحواذ مزيد من قوة العمل المعروضة في البلدين . 

 

وتعتبر فرنسا شريك استراتيجي هام وحليف سياسي لدولة الإمارات العربية المتحدة في الكثير من الملفات الإقليمية والدولية الراهنة ومن المؤكد أن أحد أهم نتائج الزيارة سيكون بناء مزيد من جسور العلاقة والثقة بين مجلس التعاون الخليجي وفرنسا بشكل خاص ودول الاتحاد الأوروبي بشكل عام  وبشكل عام فإن الزيارة هامة جداً وستعيد رسم خارطة جدية للمصالح المشتركة الإماراتية - الفرنسية وبين دول مجلس التعاون الخليجي والاتحاد الأوروبي . وكانت دولة الإمارات أقرت وجمهورية فرنسا قبل عامين خلال الحوار الاستراتيجي الإماراتي الفرنسي السنوي خارطة الطريق للعقد الممتد بين الأعوام 2020 و2030 من خلال تحديد الطموحات والمبادرات المشتركة لا سيما في القطاعات الرئيسية للتعاون الثنائي مثل الاقتصاد والتجارة والاستثمار والنفط والغاز والطاقة النووية والمتجددة والتعليم والثقافة والصحة والفضاء . في الختام إن زيارة الشيخ محمد بن زايد لفرنسا تؤكد على دور الإمارات في إيجاد الحلول لكافة المشاكل المحورية في الشرق الأوسط عبر مد الجسور وخلق استراتيجيات مستدامة في الاستثمار والاقتصاد لضمان الأمن والاستقرار الدوليين . 


المصدر :عربي-sky-news

تعليقات

أحدث أقدم