السلاح النووي الإيراني في الميزان

مشاهدات


ضرغام الدباغ


إن صدقت الأنباء ... (فالامر يحتمل الكذب والمبالغة والتهويل والتخويف) أن إيران ستمتلك السلاح النووي او تكاد ولهذا الأمر سيكون له تداعياته المحلية والأقليمية والدولية ولنتفحص هذا الأمر على أوجهه المختلفة .

 

وإيران (النخبة الفارسية) وهي من تمثل " قيادة القيادة " على وجه الخصوص تصيغ سياساتها وفق معطيات داخلية وخارجية وحسابات منها ما يتعلق بجوهر وجود الدولة ككيان سياسي فإيران هو أسم لكيان لم يوجد في التاريخ وقد أخترع (عام 1923) دون مسوغات ومبررات سوى إيجاد كيان بمواصفات تجعل من الكيان الجديد المختلق "إيران" يلبي مصالح ويطمئن هواجس . يلبي مصالح الغرب  ليكون حاجزا يوقف العاصفة الاشتراكية المندفعة صوب الجنوب ويكاد أن يبلغ يسهولة " المياه الدافئة في يالخليج العربي والمحيط الهندي " إذ يحول دون توسع الدول السوفيتية الاشتراكية لقضم المزيد من الأراضي فالشعوب الصغيرة (أذربيجان/ كردستان) المحيطة بالاتحاد السوفيتي تواقة للحل الاشتراكي كخطوة لتحقيق الذات والحيلولة دون قيام دول قومية كبيرة يكون لها شأنها . هذه في الشمال وفي الجنوب كان لا بد من منحها القطر العربي الاحوازي الغني بالمكونات الطبيعية (النفط) لكي يكون مصدرا لحياة الدولة الحديثة المصطنعة من جهة ومن جهة أخرى يحول دون تحول الخليج العربي إلى بحيرة داخلية عربية ويزيد من تحكم العرب بالنفط ويخلق قوة سياسية / نفطية عربية ضخمة . ويمنع البلوش من الالتحاق بباكستان ويجعلها أقل قوة حيايل سياسات المنطقة بعد أن أقتتطعت منها أقليم جامو وكشمير . هكذا وجدت الدول الاستعمارية بريطانيا على وجه الخصوص في أختراع كيان سياسي تطلق عليه أسم إيران تلبية لخططها الاستراتيجية وتلبية لطموح الأقلية الفارسية في تكوين كيان سياسي .

 

وأمتلاك الدولة للسلاح النووي سوف لن يحول دون مطالبها بحقوقها القومية وبدرجة خاصة المكون الآذري في الالتحاق بالدولة الأم " أذربيجان الشمالية "  فهذه قضية مفتوحة منذ الثلاثينات من القرن المنصرم والشعب الآذري لا ينفك عن المطالبة بحقوقه والالتحاق بوطنه . وكذلك الشعب العربي والشعب البلوشي من الألتحاق ببقية شعبهم ولا يمكن استخدام السلاح النووي للحيلولة دون حق شعب من الشعوب . أما لجهة الهواجس الاقليمية والدولية فهناك دولتان عربيتان أعلنتا صراحة ودون مواربة أنهما ستمتلكان السلاح النووي في اليوم الذي يسبق أكتلاك إيران له . فمتى  تحقق إنهاء الاحتكار النووي الإيراني يصبح أمتلاكه وتطويره وخزنه والحفاظ على أمنه عبئاً سياسيا واقتصالديا وأمنياً مضافاً على الدولة الفارسية وخوض سجال نووي سيكون مكلفاً بل منهكاً للدولة النامية التي تعاني أصلاً من مشكلات اقتصادية جمة .

 

المصدر : وكالات

تعليقات

أحدث أقدم