لن يمروا بسلام

مشاهدات



عائشة سلطان


يظن الكثيرون أن هناك ما يشبه الاستسلام المجتمعي لحالة اللخبطة القِيميَّة التي تحدث في مجمل المجتمعات العربية المسلمة، كمحاولات البعض فرض سلوكيات وظواهر منحرفة مرة بدعوى متطلبات التغيير ومسايرة حركة العالم وصعوبة أن يتغير كل شيء حولك وتبقى أنت على ما كنت عليه ومرة بدعوى الاختلافات الثقافية والفكرية الطبيعية بين الناس والتي تحتم بدورها منح المزيد من الحريات ومرة لأن هناك جهات ومنظمات خارجية تضغط لإقرار بعض القوانين لأسباب لها ارتباطات بعوامل دولية وخارجية .. وهكذا .

 

والحقيقة أن مجتمعاتنا لا تمانع ولم تمانع يوماً  تبني القوانين الجديدة كالقوانين المناهضة للعنصرية والكراهية والتمييز ضد الأعراق والطوائف والأديان لأنها قوانين تساعد على استتباب حالة الأمن والسلم المجتمعيين التي نحتاج إليها جميعاً لكن هذه المجتمعات لا يمكنها أن ترحب أو توافق على تمرير قوانين من الواضح أنها تصطدم مع منظومتها الثقافية . إن أولى ركائز هذه المنظومة هو الدين الذي يقف بقوة ضد كثير من الظواهر المنحرفة التي يريد البعض (أفراد وجماعات ومنظمات) أن يجعلوها أمراً واقعاً بدفع الناس على اعتيادها كما يحدث مع منصة «نتفليكس» التي تحاول جاهدة تمرير ظاهرة المِثلية إلى عقول وأفكار المراهقين لتصبح مشهداً حياتياً مقبولاً في البداية ثم غير مرفوضة تالياً وبعد ذلك مرحباً بها، ثم تتحول إلى حق علينا الدفاع عنه وعن أصحابه انطلاقاً أو تماشياً مع منظمات حقوق الإنسان العالمية .

 

علينا هنا ألا ننساق ونعتقد أن الناس في المجتمع موافقون تماماً ومستسلمون ولا موقف لهم ولا رأي ففي ذلك تجاوز على الحقيقة وظلم لمواقف طبقات كثيرة في المجتمع تقف بالمرصاد لكل من يحاول هز ثوابت المجتمع وتمرير أجنداته فهناك قوانين ومسؤولون وأصحاب غيرة ومواقف وأناس متمسكون بقيمهم وقادرون على أن يتولوا مواجهة من تسوِّل له نفسه أن يتلاعب أو يستغل أو يفرض شيئاً من أجندته المنحرفة مستغلاً انفتاح المجتمع وتسامح أهله وتوافر شبكات الاتصالات ومواقع التواصل لتحقيق أرباحه أو أهدافه أو.. إلخ . فالقانون وأهله والحريصون وأصحاب البصيرة سيبقون دوماً سياج المجتمعات الذي لا يميل ولا يلين دفاعاً عن أمنها وهويتها وثقافتها .

 

المصدر : البيان

تعليقات

أحدث أقدم