عبث السوشال ميديا

مشاهدات


عائشة سلطان


كانت أصواتاً محافظة رغم حرصها وجديتها إلا أنها لم تكن بالعلو والحدة المطلوبة  لكنها كانت يد البداية التي علقت الجرس وهزته بقوة فسمع صدى الصوت وبدأت الأصوات بعدها تتوالى : احذروا سيطرة السوشيال ميديا أو مواقع الإعلام والتواصل الاجتماعي على حياتكم وأبنائكم تحول الأمر الآن إلى موجة غضب واحتجاج هناك أعداد من المشاهير بدأوا يكتبون بوضوح أن الحياة التي يعرضونها على متابعيهم كل يوم ليست حياة حقيقية وأنهم يدفعون ثمنها غالياً !

 

لقد عرضت إحدى القنوات تحقيقاً حول عارضة الأزياء الأولى في العالم الأمريكية من أصل فلسطيني بيلا حديد التوب موديل الأولى الأكثر غنى وشهرة والتي تتربع على عرش الجمال والأناقة ويتابعها على صفحاتها في السوشال ميديا أكثر من 47 مليون متابع حول العالم لكنها وبرغم ذلك لا تشعر بالرضى . إنها كما تقول تعاني حياة التصنع التي تظهرها سعيدة دوماً ولا تعاني من أي شيء وعليها القيام بما يتوجب عليها بحسب برنامج دقيق لا مجال فيه للخلل لكن أحداً لا يعلم ما تعانيه عندما تأوي للفراش وقد عرضت صوراً عديدة لها بعيون منتفخة ووجه شاحب إنه الشعور بالتوتر والاضطراب والإنهاك الشديد !تقول في منشور لها إن حياة السوشال ميديا حياة ليست حقيقية حياة مجهزة للحظة التصوير وخديعة الجماهير وجني المشاهدين وتحقيق الأرباح لا أكثر كقصة حب زائفة  في فيلم سينمائي ينتهي كل شيء فيه بكلمة النهاية أما أنت الذي تكافح وتعمل في الحياة وتعاني الزحام وضغوطات بيئة العمل لن تكون وحيداً إذا احتجت للمشاركة ذات يوم إذا فرحت أو مرضت فهناك من سيقول لك قولاً وفعلاً أنت لست وحدك لذلك علينا أن نتوقف عن هذا العبث والادعاء بمثالية كل شيء في الحياة . 

 

إن الادعاء بمثالية الحياة والعلاقات وغير ذاك يضع الناس في مواقف يشعرون فيها وكأنهم فاشلون إذا لم يشبهوا نجوم السوشال ميديا في نجاحاتهم الباهرة تلك وهذا في حد ذاته جريمة اجتماعية وتأثير مدمر وعلى هؤلاء أن يتوقفوا عن هذا العبث !


المصدر : وكالات

تعليقات

أحدث أقدم