وجهة نظر

مشاهدات

 

سحر النصراوي

 

قال تعالى : وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ

استوقفتني ومنذ سنوات  ظاهرة كنت قد قيمتها في معزل عن كل الظروف على أنها إذا تطورت فستصبح آفة اجتماعية . هذه الظاهرة والتي انتشرت انتشار النار في الهشيم تحولت اليوم إلى سلوك اجتماعي جماعي . ولمنتهجيه في ما يسلكون حجة دامغة هو حديث الرسول عليه أشرف الصلاة والسلام شكك العديد من الرواة في صحته لضعف سنده من جهة ومن جهة لتنافيه مع النص القرآني . " اسْتَعِينُوا عَلَى قَضَاءِ الْحَوَائِجِ بِكِتْمَانِهَا فَإِنَّ كُلَّ ذِي نِعْمَةٍ مَحْسُودٌ " حتى أن البعض قد ذهب إلى أنه منكر .

 

وأنا اليوم لست في وارد اثبات مدى صحة الحديث أو بطلانه بقدر ما استغرب من يقين العاملين به على أن الجميع يسعون وراء الحوائج  التي يريدون لها أن تقضى ناسين أو متناسين أن تيسيرها أو تعسيرها بيد الله وحده . وأنهم بانهماكهم في هذه البارانويا يطورون ودون أن يشعروا موقفا عدائيا تجاه كل المحيطين بهم على اعتبارهم إما حاسدين أو غيورين أو طماعين يسعون إلى سلبهم ما يمكن أن يكتبه الله لهم . هذا السلوك و لإن نم على شيء فهو ينم أولا على عدم إيمان و ثقة في الله عز و جل و ثانيا فهو حسب رأي يعكس بشكل أساسي ما يعتمل في صدر منتهجه . فإذا كنت ترى في كل المحيطين بك أعداء و منافسين فهذا ليس سوى عملية اسقاط لما يعتمل في عقلك و للموقع الذي تتخذه أنت تجاههم .

 

أفعال المرء مرآة لنفسه .

كل ما أريد قوله لمنتهجي الكتمان والحيطة والحذر والعاملين في الخفاء . أنتم لستم مركز الكون . فبعض الامور حين تقوم بإخفاءها تلفت الانتباه أكثر .. هي تلفت الانتباه وتثير الحيرة وحتى للاشمئزاز لمدى غرابة فكرة اخفاءها تجعل المرء ودون أن يشعر يتوقف ليتأمل في تفاهة و ضحالة تفكيرك. والأهم أن بعضها لا يمكن كتمانه أساس لأنه عاجلا أم آجلا يظهر .. حين يظهر لن يؤكد لدى الناس سوى فكرة واحدة وهي أنك تسيء الظن بالجميع . ومن يسيء الظن بالجميع شخص سيء السريرة من الأفضل تحاشيه .



تعليقات

أحدث أقدم