أميركا والحرب مع ايران بين الحقيقة والخيال …!

مشاهدات

 

  

د . خليل الدليمي

 

المُتتبع لتأريخ أميركا الغادر وبداية نشوئها لايخفى عليهِ  معرفة الحقائق ومدى مصداقية هذهِ الدولة المارقة المُخادعة صاحبة التاريخ الأسود السادي الأجرامي .. كانت ولاتزال أميركا وبريطانيا وفرنسا يستخدمون إيران حارسا لمصالحهم وشرطي الخليج إبتداءً منذُ إقتطاع إقليم الأحواز العراقي العربي من العراق وتسليمه هدية لأيران والقاريء الجيد للأحداث يعرف القيمة الجيوسياسية والأقتصادية والأستراتيجية لهذا الأقليم الذي يمنح إيران ‎%‎85 من الناتج القومي لها فضلاً أنه قد منح إيران مُشاطئة للخليج العربي بل وأعطى لها "حق" الغطرسة في مياه الخليج العربي بما في ذلك إحتلال الجزر العربية الثلاث والسيطرة على مضيق باب السلام  والذي غيِّرت اسمهُ إيران الى مضيق هرمز وكلمة هرمز فارسية بإمتياز فأخذت تُعربد في هذه المنطقة ذات الأهمية القصوى وتهدد الملاحة الدولية في الصميم وعلى مرأى ومسمع ورضى أميركا والمجتمع الدولي دون حسيبٍ أو رقيب…! وعندما أراد الشاه التفاهم مع العرب والأتفاق معهم على التعايش السلمي دون حرب قامت أميركا وبريطانيا وفرنسا بقلب نظام الحكم في ايران من نظام علماني الى نظام همجي مُتخلف وكان الهدف الأساس ولازال هو شق وحدة المسلمين وضرب وحدتهم في الصميم كونها تدعي الإسلام  زوراً وبهتاناً وفي الحقيقة لاعلاقة لها بالإسلام والمسلمين بل هي العدو الأول للعرب والمسلمين فالدين الذي تتبناه وتتزعمهُ ايران هو دين بُدعه وشرِك وظلالة لا وجود لهُ في كل الديانات السماوية ولكنه الدين الوحيد الذي يُحقق أهداف أميركا والصهيونية العالمية في ضرب الإسلام في الصميم ..

 

بدأ التآمر على العرب حتى قبل سبعينيات القرن الماضي لأحتلال منابع النفط ومن ثم السيطرة على العالم أجمع وكانت البداية كرد حاسم على تأميم النفط وبدأ بدعم الأحداث في شمال العراق ومن ثم تنصيب الخميني الهندي السيخي الدجال على سدة الحكم واعلانهِ تصدير الثورة وهو تهديد واضح وصريح وحصل ما حصل من عدوانٍ على العراق وهو ما يمنحهُ كامل الشرعية القانونية والسماوية لصد هذا العدوان إنطلاقاً من مبدأ الدفاع عن النفس الذي كفلتهُ كل القوانين الشرعية والدولية وكانت النتيجة هزيمة مُنكرة للغرب ومشروعهم الخائب في المنطقة بعدها تسارعت التطورات والأحداث المتتالية وكانت أميركا ورائها ثم حصل تدمير العراق وبنيتهِ التحتية وجيشهِ العربي الباسل ومشروعه القومي التنموي ثم وقع العدوان والأحتلال الأمريكي الغربي للعراق عام 2003 دون أي سندٍ أو شرعية وكان الهدف تدمير قلعة العرب وحامي حماهم العراق الأشم  وطيلة تلك الأعوام والى يومنا هذا كان التفاهم وتقاسم المصالح والنفوذ بين أميركا والغرب على أشدهُ مع ايران  بل أن أميركا رعت ودعمت وأسندت أذرعها في المنطقة بكل ماتحتاجه ووفرت لهم الشرعية الدولية وبغطاءٍ أُممي عندما إتفقت أميركا وبريطانيا وايران وتركيا واسرائيل وبتمويل دولة عربية على خلق مليشيا داعش الأرهابية والصاقها بالإسلام والمسلمين ذلك لقتل وتدمير ومسح وابادة المسلمين في العراق وسوريا ودولٍ عربية أُخرى وكانت الطائرات الحربية الأمريكية والسلاح والدعم الأمريكي بكل أنواعه يدعم المليشيات الإرهابية وهي تعيثُ في الأرضِ فساداً . 

 

وبعد إنتهاء مسرحية داعش وتدمير العرب المسلمين في العراق وسوريا وتهجيرهم راحت أميركا تصوغُ فصلاً مسرحياً آخر هو لعبة التهديد بالحرب ضد إيران وراح ضحلي العقول يطبلون لهذا التهديد دون معرفتهم بأن الحروب لايمكن أن تحدث بالتهريج والتواصل الأجتماعي  وإمعاناً في غيها واستهتارها للسيطرة على العالم والأنفراد والأستحواذ على كامل منطقة الخليج والشرق الأوسط لتحقيق كامل الأهداف ومنها لقيام مشروع إسرائيل الكُبرى من النيل الى الفرات أرضكِ يا إسرائيل والذي بات يتحقق بشكلٍ أسرع مما هو مُخطط لهُ راحت أميركا تُهدد الأمن القومي الروسي بالصميم ففرضت خطواتٍ خطيرة لايمكن لروسيا تجنبها الا بالحرب ومع ضراوة هذهِ الحرب التي راحت ضحيتها أوكرانيا وفصولها والدعم الأمريكي العسكري والمالي والسياسي واللوجستي ودفع أوربا للدخول في أتونِ هذه الحرب مُجبرة اللهم بإستثناء بلد الحقد والدسائس بريطانيا ومكمن الشر بولندا التي كانت السبب المُباشر في الحربين العالميتين الأولى الثانية وحتى الحرب العالمية الثالثة التي تجري حالياً فصولها على أرض أوكرانيا ورغم كل تلك الجهود الحربية وأكثر من 400 مليار يورو خسرتها أميركا وأوربا لإدامة آلة هذهِ الحرب الأمريكية البريطانية ضد روسيا الأتحادية ومع صمود روسيا وهزيمة أميركا التي بدت واضحة وجلية الآن ومع تراجع علاقات أميركا الدولية وتخلي أقرب حلفائها عنها بما فيهم أهم حلفائها في منطقة الخليج العربي بسبب غدرها وتآمرها مع ايران وأذرعها وتعطيلها لأي جهدٍ لحل أزمة اليمن ولبنان والعراق وسوريا وليبيا وآخرها الأيعاز لأيران بتهديد الأمن القومي للأردن من جهة سوريا من خلال مليشيات ايران واتفاق أميركا مع حليفتها ايران لأغراق المنطقة وتهديد أمنها في الصميم بالمليشيات وسلاح المخدرات وبعد أن بدأ التقارب العربي والدولي على أشده مع روسيا والصين والهند 

 

وعدم الأستجابة الخليجية لمطالب أميركا وضغوطاتها بتعويض أوربا عن النقص الحاصل في البترول الروسي راحت أميركا تُخطط لخُداع المنطقة من جديد بإبتزاز العرب عبر التلويح لهم بقرب حصول ايران على السلاح النووي المُتفق عليهِ أن يكون ضد العرب والمُسلمين والذي حصلت عليهِ ايران منذ عدة أشهُر وبعلم وموافقة أميركا وفرنسا وبريطانيا واسرائيل وبمساعدة كوريا الشمالية وروسيا وبتمويل مالي عراقي للبرنامج بالكامل ..! لذلك فإن زيارة خرف أميركا بايدن القادمة للمنطقة العربية سيكون ظاهرها مايُسمّى تحشيد اسرائيل ودول المنطقة العربية ضد ايران ولكن حقيقتها غير ذلك وبعيد عنهُ تماماً وهو زيادة حلب المنطقة والأعتراف الرسمي العربي علناً بإسرائيل بمجرد وجود رئيس وزرائها في السعودية وجلوسهُ مع القادة العرب والأهم محاولة جر العرب بعيداً عن التقارب مع روسيا والصين والعمل مع أميركا ضد روسيا من خلال اغراق أوربا بالبترول والغاز الخليجي بدلاً من الغاز الروسي ومآرب أُخرى ..! وربما لتوريط الدول العربية بحربٍ مُدمرة للعرب مع إيران ومن ثم التخلي عنهم وستكون خاسرة للعرب بالكاد لغياب جيش القادسيات البطل ورجالهِ الصيد الذي أدب المجوس في القادسية المُقدسة بقيادة أسد العرب وسيفهم البتّار رحمه الله .. مشروع إسرائيل الكُبرى قائم وبقوة وقطع أشواطاً كبيرة بعد أن تم تدمير ومحو العراق كدولةٍ كانَ يُحسب لها ألف حِساب هذه هيَ الحقيقة وعلينا أن لاننخدع بالتطبيل والتزمير لأسطوانة "ضرب" إيران …! 

                    

مِلّة الكُفرِ واحدة والعربِ نائمون 


تعليقات

أحدث أقدم