بين عقلنة العواطف و"عوطفة" العقول

مشاهدات


د . نزار محمود


في البدء لا بد لي من طلب السماح عن حذلقة تصريفي لكلمة : عوطفة والتي لم أعثر على استخدامها ناهيك عن احتمال صحتها !!


لا يمكن تصور إنسان دون عقل وكذلك دون عواطف وبالطبع تختلف درجات ونسب تمازج العقل والعاطفة بين البشر فقد عرف عن بعضهم طغيان العواطف على العقول في حين نقول عن البعض الآخر بأنهم جافي العواطف . لكن ألسنا نلاحظ ومع مرور الزمن ترجح الدفة نحو العقل اكثر منها نحو العواطف ؟ بيد أن ذلك لا يعني البتة ان لذوي القلوب القاسية عقول اسمى يهتدي بها أصحابها من جهة أخرى فإن كلاً من العقل والعاطفة تهذبه التربية ويصقله التعليم رغم ما للوراثة من أثر . ان البشر في تزايد دائم على هذا الكوكب وبالتالي يجد نفسه في تقاطعات وتزاحمات مع بعضه سواء في مجال الاجتماع أو الاقتصاد أو الثقافة وهو ما يسبب له من المشكلات الكثيرة التي لا تدارى الا من خلال تعشيق العقل بالعاطفة الانسانية تلك العلاقة التي لا يمكن ان تصح تقوم بالتنازل عن أي من عنصريها . ولم تكن المسألة لتنتهي عند هذا الحد بل تتطلب التوفيق بين نسبة العقل الى العاطفة وبين تحديد مجالات وطبيعة كل منهما وبالطبع حدوده .

 

وهنا ترد مسألة أخرى من أجل مجابهة المستجدات والتحديات الجديدة في الحياة وهي : كيف يمكننا عقلنة عواطفنا وفي ذات الوقت "عوطفة " عقولنا ؟! اننا بحاجة الى عقول تفكر وتقدر وتحسب مواقف الانسان وتصرفاته في ذات الوقت الذي تبقى عقولنا على علاقة مع عواطفنا الانسانية النبيلة . هذه الاشكالية في طرحها ونقاشها والتعامل معها بحاجة الى دراسات وبحوث في مجالات علم النفس والاجتماع والسياسة .



تعليقات

أحدث أقدم