العراق .. تحركات على أعلى المستويات بعد فضيحة الامتحان الوزاري

مشاهدات


لجان تحقيقية على أعلى المستويات من البرلمان والحكومة العراقية وتحركات لهيئات رقابية للتوصل للمتورطين بحادثة تسرب أسئلة مادة الرياضيات في الامتحانات الوزارية للصف الثالث المتوسط في حادثة تكررت خلال السنوات الماضية ووصفت بأنها كارثة تطال الواقع التعليمي في البلاد .


وقررت وزارة التربية العراقية في ساعة متأخرة من ليلة الأربعاء على الخميس تأجيل امتحان مادة الرياضيات للصف الثالث المتوسط إلى إشعار آخر لأسباب فنية طارئة مما أثار الشكوك حول حقيقة ما يجري . بعدها بساعات أعلنت وزارة التربية حصول تسريب للأسئلة الوزارية على مواقع التواصل الاجتماعي وتشكيل لجنة وزارية عاجلة للتحقيق ومحاسبة المقصرين . كذلك فعل رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي وفقا لمصدر حكومي مسؤول أبلغ الوكالة الرسمية وأشار إلى أن الكاظمي وجه بتشكيل لجنة خاصة مكلفة بإجراء تحقيق بشأن التسريبات ومعاقبة كل شخص أو جهة متورطة بتسريب الأسئلة بدوره أعلن مجلس النواب أنه ستتم إستضافة وزير التربية واللجنة الدائمة للامتحانات بشكل عاجل للوقوف على ملابسات موضوع تكرار تسريب اسئلة امتحانات الصف الثالث المتوسط على مواقع التواصل الاجتماعي . ولم يتم الكشف عن أسماء المتورطين في الحادثة ونقلت وكالة الانباء العراقية عن مصدر في الهيئة القول إن التحقيق كشف أن تسريب أسئلة مادة الرياضيات كان من تربية الرصافة الثانية مضيفا أن التحقيقات استندت إلى تتبع الكود الخاص بكل مديرية . وكانت هيئة النزاهة أعلنت تشكيل فريق عمل للتحري والتقصي عن تسريب الأسئلة الوزارية لمادتي اللغة الإنكليزية والرياضيات . وتصف عضو لجنة النزاهة البرلمانية النائبة سروة عبد الواحد ما جرى من تسريب للأسئلة الوزارية بأنه كارثة بمعنى الكلمة وليست فضيحة فقط ودعت إلى ضرورة تحويل المقصرين للقضاء من خلال الادعاء العام كي تتم محاسبتهم والوزير وكل من هو مسؤول من مركز الفحص الدراسي والوكلاء الفنيين ورئيس لجنة الامتحانات والمدراء العامين يجب أن يحالوا للقضاء وحتى الآن لا توجد معلومات كافية عن الجهة المتورطة لكن بالنهاية جميع مفاصل الوزارة مسؤولة عما جرى . وأثارت الحادثة غضبا واسعا في الشارع العراقي الذي اعتاد على سماع حوادث تسريب الأسئلة الوزارية بين الحين والآخر خلال السنوات المنصرمة . وعزا البعض ما يجري من عمليات تسريب للأسئلة المتكررة إلى الفساد المستشري في جميع مفاصل الدولة وكذلك الإهمال والتقصير والصراعات السياسية . وتؤكد أن الواقع التعليمي والتربوي في العراق مزر وهذه الفضيحة ستزيد الطين بله مشددة أن هناك عدم ثقة من قبل الطلاب بالنظام التدريسي والهيئة التربوية بشكل عام وما جرى اليوم سيزيد من هذه الفجوة . 

 

ورحبت نقابة المعلمين العراقيين بخطوة تأجيل امتحان الرياضيات على الرغم من أنها قد تؤدي لإرباك الطلبة وفقا للمتحدث باسم النقابة أحمد الشويني ويقول رغم أن التأجيل من شأنه أن يربك الطالب لكن نحن مع هذه الخطوة لأنها سيزيد من هيبة العملية التربوية والتدريسية ويضمن نزاهة الامتحانات . ويضيف الشويني أنه لحد الآن نحن غير قادرين على الحكم على الجهة المسببة في تسريب الأسئلة نريد أن نفهم من هي الجهة المسؤولة عن هذه الحالة سلبية وإعلانها على مواقع التواصل الاجتماعي قبل ساعات من الامتحان . ويشرح الآلية التي يتم خلالها إرسال الأسئلة الوزارية إلى المراكز الامتحانية حيث يؤكد أن هناك لجنة دائمة للامتحانات ترسل الأسئلة للجان الفرعية في داخل المديريات العامة التي بدورها تستلمها قبل فترة معينة من الامتحان . وأن اللجان الفرعية في المديريات العامة تكون برئاسة المدير العام ومدير قسم الامتحانات وشخص آخر معروف بنزاهته وبخبرته الطويلة في مجال الامتحانات . وهناك ثلاثة أقفال موضوعة على الأسئلة ويجب أن يكون كل عضو موجود حتى يتم فتح الأقفال وإخراج الأسئلة . وأدت الأزمات المالية المتكررة في العراق وسنوات القتال والحروب وقلة الدعم الحكومي إلى الإضرار بالنظام التعليمي في العراق بحسب دراسة أعدتها منظمة يونيسف في 2018 .

 

المصدر : وكالات

 

تعليقات

أحدث أقدم