شبابنا والسلوك الاجتماعي

مشاهدات



د. شاكر حسين الخشالي

  تخصص علم النفس الاجتماعي

 

عملية التعلم الاجتماعي هي أهم عملية في التنشئة الاجتماعية تحقق بناء الإنسان . فهي نمو موجه لإعداد الطفل للمجتمع الذي ينتمي إليه  وإطارها يدل على ما يكسبه الطفل من عادات وتقاليد وقيم المجتمع الذي يعيش فيه .

 

ويتباين دور التعلم الاجتماعي في عملية البناء خلال سنين العمر تبعاً لتباين مراحل نمو الطفل لكنه يصل أقصاه في الطفولة المبكرة والوسطى أي بين الأعوام ( 3 ـ 8) من عمر الطفل ويحقق التعلم الاجتماعي رسم وتأكيد مكانة الطفل الاجتماعية ويمنحه السيطرة والاستقلال في الذات ، والحب ، والعطف ، والراحة البدنية ، وبذلك فهو ينحو بالبناء التنشيئي لوجهته الصحيحة ويعتبر التعلم بالملاحظة والتقليد والمحاكاة  هو الأهم  في عملية التعلم الاجتماعي حيث يقلد الطفل ادوار الكبار في سلوكهم الاجتماعي وترتكز طبيعتها على استدماج الأبناء لسلوك آبائهم أو المحيطين بهم وبخاصة عملية التقليد إذ تعتمد عليها التنشئة الاجتماعية في إكساب الطفل قيمه المختلفة خاصة قيم والديه . 

 

بعد هذه المقدمة ... أقول إن سلوك شبابنا هذا اليوم لم يكن قد بنيَ على هذه النظرية أبداً بل العكس إنه ابتعد عنها بعداً شاسعاً إن ثقافة مجتمعنا العراقي الأصيلة لم تكن في يوم من الأيام قد أفرزت هكذا سلوك كالذي نلمسه ونشاهده في بعضٍ من جيل اليوم ألاحظ من خلال تفاعلي مع الناس في حياتي اليومية أن معظم الشباب لن يتقبل أي نصح أو توجيه لسلوكه من الكبار  بل العكس يواجهك بالهزء وبعبارات مضمونها أن زمانكم قد ولى وعلى سبيل المثال لو لاقاك في باب دائرة ما تجده يزاحمك فتُجبر أن تتراجع ليمرَّ هو أما إذا كان يعمل عندك كأجير وقتي ووجهته في العمل فيعطيك رداً لا يليق من شاب عشريني لكهل سبعيني وشاهدي حالات شاهدتها بأم عيني والبعض منها وقعت معي أنا فأتسمَّر مذهولاً وأتسائل إن الذين وضعوا هذه النظريات التي بدأتُ بها مقدمتي هم من فحول علماء النفس الاجتماعي فهل كانت هذه النظريات تصح لزمانها ولا تصح لزمان شبابنا ؟ أم الخطأ في الآباء فما كانوا قدوةً لأبنائهم وهم أطفال فكبروا على خطأ ؟ أم إن التيارات تجرف فتمحي بناء الطفولة وتصبغ بما يحقق لذة النفس ؟ أم .....أم ......

 

.تساؤلٌ مطروح للنقاش مع الشكر

تعليقات

أحدث أقدم