خطاب أخوي متوازن من بعثي قديم

مشاهدات


محمد دبدب


طلعت علينا قبل مدة مجموعة من الحزبيين ممن يعيشون خارج العراق بأفكار وإتجاهات تفضي إلى التلاعب بتأريخ حزب البعث العربي الاشتراكي وقدرته على مواجهة الحالة الراهنة وما كنا نرغب بمناقشة طروحاتهم لأننا نعتقد أن فيهم من ما زال الخير فيه ونحن ينبغي أن نميز بين الإجراء العفوي والآخر المقصود . بعد متابعتنا للأفكار التي روجت لها هذه المجموعة أيقنّا أن هناك دوافع خارج مصلحة الحزب وجماهيره وقضية التحرر في العراق . لتسمح لنا هذه المجموعة من الحزبيين أن نناقش بعض طروحاتها وما تروجه بروح رفاقية :

* لشدما أثار استغرابنا استخدام مصطلح (صقور البعث) وهو مصطلح لم يذكر مثله في أشدّ حالات الانقسام السياسي الايديولوجي التي شهدها الحزب .

* أصاب اليأس من وضع هذا المصطلح الذي أدين من الكثير ممن تابعوا المنشقين الجدد والذين أيدوا مغالطات من روجه وأكاذيبه وسفهوا عقلية واضعه .

* كنا نتمنى أن يكون الخلاف أو الاجتهاد ضمن رؤية سياسية أيديولوجية لكن الغرابة أن يستند متبني الانشقاق الجديد في الدعوة إلى الانقسام على إجتماع واحد ما زال الكثير يفسر نوع المشكلة الناشبة فيه برؤية نظامية أو غير نظامية وفي الوقت الحاضر هناك شواهد على قرارات تنظيمية خاطئة جرى التعامل معها من دون قصد .

* إتضح بعد هذا الاجتماع أو إختلاف وجهات النظر أن هناك دوافع وتحضيرات وأفكار مسبقة وله مقدمات ظهرت من أشخاص في القيادة روجوا لفكرة أن حزب البعث في كل قطر عربي حزبان واتهموا بعض أعضاء القيادة بالتبعية لإيران كما إتهموا بعض أعضاء القيادة القطرية بأنهم يعانون من عقد نفسية وإتهامات أخرى ليست بنا حاجة لذكرها هنا وهذه الاتهامات رددها من إنشق قبلهم وهو صاحب مصطلح صقور البعث .

* إن سرعة إعلان الانشقاق الجديد تدل على عدم وعي وتجربة ناقصة لدى المنشقين الجدد من جهة البناء الحزبي مما يجعله فاقداً للموضوعية .

* أن الغريب في الأمر أن الذين تابعوا الانشقاقين الجدد وسايروهم هم خارج العراق ولا علاقة لهم بميدان الرباط في الداخل . 

* مما يستغرب له أيضاً أن الانشقاقيين بعد إعلانهم انشقاقهم  قطعوا العلاقة بالقيادة القومية مما يعني أنهم لا يمتلكون رصيداً أيديولوجياً وكان هذا الإجراء مفاجأة غير متوقعة لا يقدم عليه بعثي إنتمى إلى الحزب حديثاً .

* تأكدت باليقين القاطع الأفكار المسبقة عن مقدمات الانشقاق الجديد عندما اتخذ المنشقون قراراً بإعادة خضير المرشدي إلى قيادتهم وتكليفه أن يكون ممثلاً للحزب الذي تمخض عن الانشقاق في حين أن المرشدي سبق أن اتهمه الذين يشاركهم الانشقاق حالياً بأنه مرتد وخارج عن أخلاقيات الحزب كما اتهموه بنزاهته وفي موضوع مصادر تمويل معهده لا بل أن أحدهم الذي كان مع فكرة إعادته هو من حقق معه حول هذا الموضوع بأمر من الرفيق الأمين العام الرفيق عزة ابراهيم رحمه الله .

* يلاحظ أن الانشقاق الجديد هو استنساخ لتجربة انشقاقية سابقة في القطر العربي السوري ومعروف ما آلت إليه هذه التجربة من تخريب وابتعاد كلي عن فكر الحزب .

* كنا نراهن على تجربة بعض من انشقوا وعلى وعيهم  لكن تبين أن الدوافع الشخصية والذاتية كانت أكبر لديهم من مصلحة الحزب ومستقبل العراق وندعو من نتوسم  بهم الوعي أن لا يدعوا أفكار التخريب تستمر وأن يتصدوا لها لكي لا تسيء إلى تاريخهم وإلى التاريخ الناصع لحزب البعث العربي الاشتراكي .

 

ختاماً أنا لا أرجو من وراء كلامي هذا إلا مصلحة الحزب الذي ناضلت في صفوفه طويلاً ولا أظن أن بعثياً ينكر عليّ ذلك أو لا يعرفه وأدعو إلى تقديم مصلحة الحزب على الدوافع الشخصية والذاتية فالحزب هو الباقي والأشخاص مهما إرتقوا في تراتبيته زائلون .

 

 

تعليقات

أحدث أقدم