مزامير الشمس

مشاهدات

 

ميس الريم


موجعة هي الحكايا

حين تستلقي بلزوجة ذكرياتها القلقة

وتخلع قميص نهارها المسكون

بوجع عتيق 

لتفتح بوابة صيف

تترصده صباحات شتاء أعزل...

موجعة .. 

حين ترصفنا فوق جدار الصمت .. كجرح يعتصر خراب أمس نازف

يسكبنا

ليعصر دهشة الألوان من نوافذنا

ويشتل في منافي الغيم

خريفنا الطويل

موجعة ...

حين ترجمنا إنكساراتنا بحجار الخيبة

فنهرب من خارطة وجوهنا المحنطة

موجعة ..

حين نلبس وجه بحيرة

ونقبّل نصف اغفاءة ٍ لدمعة أخيرة

لفظتها آخر زهرة لوتس بيضاء

هل كان هنالك وقت ..حينها

لأقرأ كل شئ ؟!

أم كان علي أن ألملم بقايا إنهياراتي

وأراك وأنت ترحل خلف السديم ؟

لم يكن أمامي وقت

لأحمل حلمك الى معمورة هذياني

هو الحزن يأتيني بك فأعود اليك !

وحده ..إله الصمت

يحمل فرصة

ليعتصر غيمة عقاربك

ويضع أوراق اعتماده

فوق حلمك البعيد

وحده .. إله الدم والشهوة

يخرج من تنفس نخلك

ليحصي خلودا ً قصيرا ً

يبني من الرمل يأسا ... 

يزفه فوق المزامير الحبيسة

يأتي جريحا من الضوء الأزرق

ليقطف شمسا ً لأمل ٍ لقيط 

أو يبتكر فجرا للعبة قادمة

كان علي أن أرحل

قبل أن أحصي جثامين حروفك

المتوسدة بلا هوية

لتصير ستارة لمسرح عابث ..

ربما كان علي أن أعدل بوصلتك

لأستأصل قبلة

كادت أن تراود

سقوف وصاياك

وهي تخمّر خبز أناشيدنا

وتتلوها قصائدا.. لصوم طويل

ربما كان عليك أن تطوي

حقول مراياك

وتنذرني ..

لأنصت لتغريد العناكب

عند ثنايا ازميلك القديم

محرجة هي النهاية

حين تحلق بأصداف مدامعنا

وهي مقصوصة الأجنحة !

محرجة

حين تراودنا أغنية الأمس

لنحكيك

كأسطورة تلازمنا .. كعقدة الوباء

كشاطئ صيفي

نبحث فيه عن وجوهنا فلا نجدك

أو كنافذة نفتحها

فيمر منها منقار الضوء فيلتقطك ..

محرجة

حين تعجز كل نداءات كهرمانة

وقوافي المتنبي

وتراتيل شهرزاد

عن تأجيل موت .. خط في لوح الخلود

بين بقايا مركب لسندباد

ارتدى معطف الأمس

ليجدف بنا الى فم النسيان  

عند عنق سيكارة مخمورة

نامت بين أنقاض الرسائل

داهمت خيوط السراج

لتكتب وصيانا

على شاهدة المجهول !




تعليقات

أحدث أقدم