حرب باردة بين السعودية والوكالة الدولية للطاقة

مشاهدات



نقلت وكالة رويترز الأميركية عن مصادر مطلعة إن القرار الذي اتخذته المملكة العربية السعودية داخل مجموعة أوبك بلاس بشأن التوقف عن استخدام بيانات النفط الصادرة عن الوكالة الدولية للطاقة جاء بسبب مخاوف المملكة من تأثير أميركي على هذه البيانات وانتهت مناقشة أجرتها المنظمة في مارس الماضي استمرت أكثر من ست ساعات بقرار جماعي بإلغاء بيانات الوكالة عند تقييم حالة سوق النفط .

 

وتقدم الوكالة التي تأسست عام 1974 وتضم 31 دولة صناعية المشورة للحكومات الغربية بشأن سياسة الطاقة وتعتبر الولايات المتحدة أكبر ممول لها . وقال أحد المصادر التي تحدثت لرويترز إن السعودية رفضت تقييما للوكالة في فبراير أشار إلى نقص في المعروض أكبر مما كان يعتقد سابقا وأن هناك حاجة إلى أن تزيد أوبك الإنتاج كما أثارت توقعاتها بشأن مدى تأثير العقوبات على روسيا على حجم المعروض في السوق انتقادات السعودية . وتجاهلت أوبك بلاس حتى الآن الدعوات الغربية لزيادة إنتاج النفط من أجل تهدئة أسعار الخام التي ارتفعت من جراء العقوبات الغربية على موسكو ردا على غزو أوكرانيا . ويرى مراقبون أن  الرياض وأبوظبي رفضتا الاستجابة لهذه المطالب مع عدم استجابة واشنطن لمخاوفهما بشأن إيران وإنهاء دعمها لعمليات التحالف في اليمن كما أن الرياض لا تشعر بالارتياح لرفض الرئيس الأميركي جو بايدن التحدث مباشرة إلى ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان .ومن جانبها قالت الوكالة الدولية للطاقة في رد لرويترز على الموقف السعودي من تقييمها للسوق إن الاضطرابات الناجمة عن الوباء جعلت من الصعب الحصول على أرقام دقيقة وأنها نشرت مراجعتها بمجرد توفر المعلومات . وذكرت الوكالة في تقييمها أن إنتاج النفط الروسي قد ينخفض بمقدار ثلاثة ملايين برميل يوميا من أبريل في حين قدرته شركات تجارية بحوالي 2 إلى 3 ملايين وقالت بيانات روسية إن الانخفاض سيكون أقل من مليون برميل يوميا . وقالت الوكالة الدولية للطاقة : استندنا في تقييمنا الأولي للصادرات إلى تصريحات من عدد من الشركات أعلنت بالفعل أنها ستخفض مشترياتها من النفط الروسي لكننا لاحظنا زيادة في الاهتمام بالأسعار المخفضة وأضافت : نظرا للظروف سريعة التطور فإن التقدير قيد المراجعة المستمرة وسيتم تعديله حسب الضرورة . وتشير رويترز إن قرار أوبك بلاس الأخير بشأن المنظمة الدولية رمزي إلى حد كبير لأنه بمقدورها دائما اختيار البيانات من ستة مصادر خارج المنظمة عند تشكيل وجهة نظرها حول ميزان العرض والطلب . وقالت ستة مصادر تحدثت لرويترز إن التخلي عن بيانات المنظمة الدولية يعكس زيادة الإحباط في أوبك بلاس مما تعتبره تحيزا للوكالة تجاه الولايات المتحدة . 

 

وقال أحد المصادر المشاركة مباشرة في القرار لرويترز : الوكالة الدولية للطاقة لديها مشكلة استقلالية تترجم إلى مشكلة تقييم فني فيما قالت الوكالة لرويترز إن تحليل بياناتها يقدم رؤية غير متحيزة ومستقلة لأساسيات سوق النفط دون اعتبارات سياسية . وأضافت أن تقرير سوق النفط يتضمن بيانات العرض والطلب والمخزون من مصادر رسمية تكملها تقديرات عندما لا تتوفر بيانات . وذهب أحد المصادر إلى حد وصف الوضع الحالي بأنه حرب باردة وألقى باللوم على وكالة الطاقة الدولية في التسبب به . وكان وزير الطاقة الإماراتي سهيل المزروعي قد دعا في كلمة ألقاها أمام مؤتمر نهاية مارس الوكالة إلى أن تكون أكثر واقعية وألا تصدر معلومات مضللة .



المصدر : وكالات

تعليقات

أحدث أقدم