ماقل ودل : " الخرسة والعمية " !!

مشاهدات

 


 

عبد الكريم الوزان


خرسة وتدك بالباب عمية التفك بي .. مفتاحه يم مجنون خله وشرد بي وقيل : خرسة وتسد حلوك وتحل مشاكل ..لاترضه تشرب ماي ولا ترضه تاكل وورد : خرسة تدك الباب وعمية تفك بي .. الخرسة عدها عتاب لعمي تحجي ...

 

أمثال وأشعار شعبية عراقية فسرت عدة تفسيرات فالأول قال : الخرساء التي تدق الباب بمعنى الروح أو النفس واما العمياء التي تفتح الباب فالمقصود القلب الذي يعشق الخرساء ويكون لديها  عتاب له  فتخاطب الروح القلب معاتبة على الذي فعله بها نتيجة حبها  له . أما التفسير الثاني فيراد به  ان الخرساء هي العين السحرية المثبتة على باب المنزل من اجل تسهيل رؤية طارق الباب والعمياء هو من يطرق الباب ولا يرى شيئا وله معاني مختلفة . وعلى الرغم من ترجيحي شخصيا التفسير الأول لكن لايمنع ان نفسره على  أحوال ووقائع أخرى مثل حال العراق ومايعيشه اليوم من تجاذبات وخلافات وتدخلات ومنغصات وأحيانا غموض وضبابية في مايجري على صعده الداخلية وخاصة السياسية حتى بات حال الناس كحال الخرساء والعمياء في مايجري بينهم وفيما يتعلق بتفاعلهم مع المعنيين من أصحاب الشإن والقرار  فصار الحاجز بين الشعب والحكومة سميكا عاليا طويلا في ليلة ظلماء تفتقد البدر .

 

لانجافي الحقيقة حينما نؤكد وجود تحسن أمني وإنفتاح إجتماعي  لكن العراقيين ينتظرون ماهو أساسي من سيادة واستقلال للمؤسسات الأمنية والدبلوماسية والقضائية بمنأى عن الدولة العميقة  واعادة النظر بالدستور ونزع  السلاح خارج اطار الدولة بشكل واضح وشامل وملاحقة الفاسدين الكبار( XXX Large ) واعتقال من سفك الدم العراقي مهما كان موقعه وأينما كان والقضاء على البطالة وتحسين الاقتصاد وحماية الشباب من المخدرات وتشديد النصوص العقابية بحق المتاجرين بها والناقلين لها والانفتاح أكثر على الدول العربية وعلى كل مايرضي الله وعباده . واما بخلاف ذلك فإن التطور الهائل لتكنولوجيا الاعلام والاتصال وظهور وسائل الاعلام الجديد وانعكاس ذلك على تحريك الرأي العام بشكل فاعل وظاهر يمتد لخارج الحدود حتى يمتزج بالراي العام الدولي قد يدفع نحو الطوفان الشعبي عندها لن تبق خرساء ولاعمياء .. ولات ساعة مندم !!.

تعليقات

أحدث أقدم