ماقل ودل : " مسودن وفالته بيده "!!

مشاهدات

 

عبدالكريم الوزان


المسودن باللهجة العراقية الدارجة : المجنون.. أما الفالة فهي أداة كالرمح مكونة من عدة رؤوس مدببة تستخدم في صيد الأسماك  كما هو الحال في  أهوار العراق " شكلها مثل الرمح الطويل ولها خمس اوسبع نبال رأس النبلة مثل رأس سنارة صيد السمك , واحياناً يأخذ شكل رأس السهم "..وقد استخدمها اجدادنا في الحرب ضد الاحتلال البريطاني عام 1920 في ثورة العشرين" ( مشكول الذمة بهالفالة ) التي هزج بها أحد أبطال ثورة العشرين عند قيامه بقتل جندي بريطاني وقد علقت الفالة في صدره فأطلق اهزوجته المذكورة... وتعني إني لن أبرءك الذمة أي لن اسامحك لاعتزازه وحاجته لهذه الآلة التي غرزها في جسده . ومعنى المثل ان المجنون منفلت في أفعاله وتصرفاته وممكن أن يؤذي الغير فما بالك حينما يكون بمتناول يده هذه الآلة ( الفالة) ؟!.

 

وحيث أن الأمثال تضرب ولاتقاس فإن لدينا الكثير من ( المسودنين ) الذين يمسكون بزمام الأمور ويمتلكون سلطات أو أموال أو مناصب ونفوذ وصفات مماثلة ولايحسنون التصرف وجميعها بمثابة الفالة لأنها تمكنهم من التحكم بمصائر البلاد والعباد فصح عليهم المثل ( مسودن وفالته بيده )!!. واليوم  وفي جانب آخر على سبيل المثال لا الحصر حيث نعيش عالم التكنولوجيا والتحول الرقمي والاعلام الجديد أصبحت وسائل الاعلام  متطورة وأكثر فاعلية وتفاعلية وبوقت قياسي  تحقق اهدافها وباتت  بمثابة ( الفالة ) لدى من لايحسن استخدامها بالشكل الصحيح . فأصبح اليوم القائم بالاتصال حر ومنهم منفلت في مخاطبة المتلقي وهو مطمئن  كونه يظن أنه سيكون بمنأى عن العقاب والحساب بسبب الانفتاح التام والحرية المطلقة الذي أتاحتها الشبكة العنكبوتية - الانترنت ، فتجده يهاجم ويبتز ويساوم ( ويفتري ) وينتهك الحرمات ( بلاحظ ولابخت ) غير عابئ بالرقيب الإلهي والمجتمعي، وكأنه خالد في الدنيا أمد الدهر ، وهذا طبعا كله من ضمن سلبيات الأعلام الجديد أو البديل ، وبذلك يكون ( مسودن وفالته بيده )!!.

 

يقينا فإن مخافة الله اولا والتربية المنزلية ثانيا والوعي والبصيرة ثالثا والقوانين والتشريعات العقابية والرقابية رابعا وغير ذلك كفيل بايقاف الانتهاكات والتجاوزات التي ترتكب بحق المجتمع من قبل ( المسودنين أصحاب الفالة ) .

تعليقات

أحدث أقدم