ليس ثمة شيء يجري بالصدفة ...!

مشاهدات


ضرغام الدباغ


كما أن الكون يدور بدقة متناهية وقد يقود تفاوت ربما بسيط جداً في مسارات الأفلاك والأجرام إلى كوارث مهولة . كذلك الأمر في الكثير من الأحداث التي نعيشها فالأمور الإيجابية منها والسلبية إنما تجري بمستحقات تاريخية .


الإمبريالية العالمية بقيادة جبار اقتصادي وعسكري وسياسي (الولايات المتحدة) تتراجع وستواصل تراجعها حتى تبلغ عقر دارها، بعد أن ظن قبل 30 عاماً أنه القوة الأوحد في العالم وراح يدمر ويسحق ويقتل بأسم حقوق الإنسان والديمقراطية في تناقض عجيب السعي لتحقيق مثل عليا بوسائل مثل منحطة ...! ويندر أن نجا نظام من شر أعماله . نظام مشبوه بقيادة ملالي رجعيين يحاولون إقامة نظام خرافي ينتمي لقرون ما قبل التاريخ تؤيده قوى تدعي التحضر وحقوق الإنسان والديمقراطية، بمعونة قوة عظمى يسحقون بأنتظام بلداً راقياً ويحتلون المراتب الدنيا في العالم بكل ما له علاقة بالإنسان (قتل في شهر ديسمبر فقط 37 معتقلاً تحت التعذيب) وتعتبره الولايات المتحدة البلد الديمقراطي الوحيد في الشرق الأوسط، إلى جانب إسرائيل ... أليست هذه ممارسة عبادة وثنية للكذب والدجل ...؟  أوباما كان أستاذا جامعيا قبل أن يصبح  رئيس الولايات المتحدة وهو كعالم لا يجوز له أن يكون آراءه مزاجية أو اعتباطية ولكن أوبما تغادره الموضوعية  ويفتقر لها بشدة إذا كان الامر له علاقة بكراهية العرب والإسلام ولهذا الأمر عقدته النفسية بالطبع  فالأمر ليس إذن مصادفة فمن غير المعقول أن يكون الأمر نتيجة لأستقراء علمي موضوعي وحين يتحدث عن الحضارة والتحضر فهو وغيره يعلمون أن العرب قدموا للعالم حضارات لا تزال تشع بنورها كحضارة وادي الرافدين السومريين والبابليين والاشوريين وحضارة بلاد الشام (البتراء وتدمر وبصرى ورأس الشمرا) وحضارة وادي النيل وحضارات اليمن وقدموا للعالم الرقم والحرف .. وحين يشتم أوباما العرب فالأمر لا يزعج العرب كثيراً، فزيادة شتام جديد لا يعني شيئ كثيراً .. 


دولة كبيرة مترامية الأطراف على جانب من الثراء المالي، ولكن مع افتقار شديد للقيم الخلقية والإنسانية دولة تملك كل شيئ ولكنها لا تمتلك القيم ... وهذه مسألة تبدو غريبة كيف يمكن لدولة تصنع سيارات وطائرات جميلة ولكنها بلا قيم نبيلة ..؟ ولعل هناك من يعارضني بالقول : كيف نعلم يا أبو فراس أن كلامك صحيح ..؟ اعتراض مقبول وسؤال منطقي ... أنظروا لمحنة أميركا اليوم شعوب العالم بأسره مسرور لمحنتها . هل هناك من يخشاها .. نعم ولكن هل هناك من يحترمها ..؟ كلا بالطبع .. هل هناك من يحب أميركا .. بالطبع لا ..! لماذا ...؟ العالم بأسره يعلم أن ثروة أميركا هي نتاج سرقة  شعوب العالم التي تستخدم الدولار .. الذي فرض على العالم في أعقاب الحرب العالمية الثانية حين خرجت أميركا كمنتصر أوحد من الحرب بثروات تزيد عن قبل الحرب .. وفرضت الدولار كعملة وحيدة للتبادل ومنذ ذلك اليوم تطبع الدولار والناس تتداولة كمقياس ومعدل ...

- أبحث هل هناك شعب في العالم لم ينل الأذى والموت على يد الولايات المتحدة ..؟

- هل هناك دولة تعامل 25% من شعبها معاملة مواطن درجة عاشرة غير الولايات المتحدة ..

- هل تعرف الولايات المتحدة شيئ أسمه الصداقة والوفاء والاخلاق والحلال والحرام والعيب والناموس ..؟ كلا بالطبع أنت تتحدث عن أشياء وهمية ..

- هل يمكن للولايات المتحدة أن تستولي على أموال أشخاص ودول في بنوكها بقرار منها ...؟ نعم وهذا فعلته وتفعله مرارا وتكراراً بل وتصدر عقوبات على دول وأفراد ..

- هل يمكن لدولة أو جهة تعلن أن أفرادها خارج القانون الدولي ..؟ نعم هذا ما تفعله أميركا فقط ..!

- وبالمقابل تحيل من تشاء إلى المحاكم الدولية التي تأسست بقرار منها وتسجن من تشاء ..

- هل تعتقل أميركا مواطنين دول أخرى بقرار منها وتضعهم في سجون سرية .. نعم أو تسجنهم لآجال غير محددة في قواعد عسكرية في جزر ولا توجد أي معايير قانونية ... نعم أميركا تفعل ذلك هل هناك شيئ عيب وعار لا تفعله أميركا جهاراً نهاراً .... كلا  .. لا يوجد ... لهذا لا يسيئني ولا يزعجني أن يشتمني أوباما  وأمثاله .. بل من العيب أن يرضى عني شخص مثله ..!


أميركا دمرت بلادي بدون مبرر ولا وجه حق ... ظلماً وعدواناً .. وسأبقى شاهراً مبادئ الحق بوجهها .

تعليقات

أحدث أقدم