يسابق رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز الزمن لإطفاء الحرائق التي أشعلها داخل تحالف حكومته بالتغيير التاريخي لموقف مدريد الرسمي في مايتعلق بقضية الصحراء الغربية .
وكان سانشيز قد بعث برسالة في الـ18 من مارس الجاري إلى ملك المغرب محمد السادس لوضع حد للأزمة الدبلوماسية التي استمرت شهورا عديدة بين البلدين . ومفاد الرسالة تأييد مدريد لمقترح الرباط منح الصحراء الغربية حكما ذاتيا ووصفته بأنه أساس جدي وواقعي لحل النزاع . ونقلت صحيفة لاراثون الإسبانية أن الرسالة التي بعثتها حكومة سانشيز إلى المغرب وأعلنت بموجبها اعتبار الحكم الذاتي للصحراء الحل الأكثر جدية ومصداقية فتحت جبهات صراع للحزب الاشتراكي الإسباني الحاكم مع أحزاب أخرى تشارك في التحالف الحكومي . ونقلت الصحيفة عن مصادر في الحزب الاشتراكي إقرارها بوجود أخطاء ورسائل متناقضة حول القرار الإسباني الجديد . وتشتكي أحزاب إسبانية من غياب التواصل من جانب رئيس الحكومة بشأن خطوة حساسة تجاه قضية تهم إسبانيا .وبحسب نفس المصادر فإن قيادات بالحزب الاشتراكي اعتذرت عن تأخر بعض الإجراءات البرلمانية حول القرار الإسباني وبررت القرار الإسباني بالرغبة في تحقيق الاستقرار في المنطقة في استراتيجية منسقة مع مواقف أوروبية أخرى مثل فرنسا وإيطاليا وألمانيا، إضافة إلى الولايات المتحدة . ورغم إقرارها بأن الخطوة الإسبانية تجاه المغرب محفوفة بالمخاطر تقول المصادر للصحيفة إنه كان لا بد من القيام بشيء ما لحلحلة الوضع وإنهاء الأزمة مع الرباط ما يسمح بحل قضايا أخرى مثل الهجرة التي تودي بحياة الآلاف من الناس الذين يحاولون الوصول إلى إسبانيا . ووسط مخاوف من تدهور العلاقات الدبلوماسية مع الجزائر بعد القرار الإسباني تشير مصادر الصحيفة إلى أن الاعتقاد السائد هو أن الجزائر لن توقف الغاز المتدفق إلى إسبانيا .
والأسبوع الماضي اعتبرت الجزائر الخطوة الإسبانية انقلابا مفاجئا في موقف مدريد وقالت وزارة الخارجية الجزائرية في بيان إنها استدعت سفيرها للتشاور على الفور بعد تصريحات السلطات الإسبانية . وبدعمها العلني غير المسبوق لموقف المغرب من الصحراء منتصف شهر مارس قدمت مدريد التي تبنت في السابق موقفا محايدا بادرة كانت الرباط تنتظرها من أجل وضع حد لأزمة دبلوماسية كبرى بين البلدين . ونشب الخلاف الدبلوماسي الكبير بين مدريد والرباط في أبريل 2021 بسبب استقبال إسبانيا زعيم جبهة البوليساريو إبراهيم غالي للعلاج بعد إصابته بفيروس كوفيد-19. وتلا ذلك في مايو الماضي وصول أعداد كبيرة من المهاجرين المغاربة إلى جيب سبتة الإسباني الواقع على الساحل الشمالي للمغرب .
المصدر : الحرة

إرسال تعليق