ضرغام الدباغ
أنصاف الجهلة هم الجزء الأكبر من الناس وأنصاف الجهلة يصرون على اللعب بما لا يفقهون .. ويا للأسف في كثير من الأحيان تقرر هذه الأغلبية الشؤون وما ينبغي أن تكون عليه الأمور وقد يحدث هذا في أشد المجتمعات تطوراً ولكن ما يحدث أن غالبية أفراد هذه الفئة يصارحك أنه لا يفهم في هذه الأمور المعقدة الميزان التجاري الموقف على مسرح العلاقات الدولية .. ومصطلحات العلالاقات الدولية و الاقتصاد والقانون الدولي فيتركها لمن توسم فيهم خيرا أن يمثلوه .
قبل أكثر من 8 سنوات شاهدت أحد المواطنين العرب ممن قبلوا لأنفسهم أن يصبحوا أحذية يهرج ويبشر أن قيمة النفط انتهت .. أبشروا سيجوع العرب خلص الغرب سيحول الماء لوقود .. والعقل الغربي ما شاء الله عليه .. ويقفز كالقرد في القفص بعدها بأيام قرأنا تقريراً أن النفط الخام يوفر نحو 350 مادة ضرورية للصناعة ولن يستطيع أحد الاستغناء عن النفط . أحد معارفي شاهدته مفلوق غيضا وينفخ ناراً وشراراً... لماذا مالأمر ؟ فإذا بالأخ يحتج احتجاجاً شديدأ ويزعم أن مسلسل رأفت الهجان كذب في كذب .. طيب ما ألذي يضرك يا أخ في مسلسل رأفت الهجان ..؟
شخصية تطرح نفسها محترمة وظيفيا وثقافياً يكتب مقالاً ناريا ملتهباً يهاجم من لا يفهمون .. كيف أنهم لا يبعدون المحطة العالمية إلى خارج بغداد كسائر دول العالم ..! ولا أدري ما هي الدول التي تخرج محطات القطار خارج المدن فجميع المحطات التي شاهدتها بنفسي في لندن. مدريد. باريس. برلين. موسكو. ليننغراد. وارسو. براغ. كوبنهاغن. أمستردام. وغيرها تقع محطات القطار فيها في وسط المدينة أكثر من ذلك قرأت بحثا عن اقتصاديات النقل بالسكك الحديدية فقرأ أن أحدى مزايا النقل سواء للأفراد أو للبضائع هو أن المواطن لا يحتاج لعناء النقل الذي قد يكلف بقدر بطاقة السفر نفسها .. لا أدري من أين جاء العبقري الهمام بأفكاره ... تحدث لي خبير في الأمم المتحدة (ألماني الجنسية) ربطتنا صداقة لفترة أن مشكلة العمل في البلدان النامية هو سطوة المتنفذين السياسيين على القرارات وهي غالبا مخالفة ومعاكسة لرأي الخبير الدولي ووجهة نظرة متأثرة غالبا بعواطفه المناطقية والطائفية والنتائج بالطبع سلبية دائماً . مشكلتنا مع من يكتبون دون أن يفقهوا ما يكتبون فالبعض يعتقد لماذا هناك سفارة عراقية في البلد (س) وليس لنا في طلاب أو مغتربون ... ولا يعلمون أن عمل السفارة لا علاقة له بالطلاب والمغتربين نعم هم ينظرون في قضايا الطلاب والمارين ولكن عملهم الأساسي مع الدولة التي هم فيها وبحث القضايا عامة السياسة والاقتصاد وتبادل المصالح ورعايتها . المشكلة أن الكل يريد أن يمد يده ويضعها في القدر.. أو يتطاول ويريد أن يصبح قبطان باخرة وهو لا يعرف كيف يقود دراجة بثلاثة دواليب ....

إرسال تعليق