صراع الأشرار لا يعنينا

مشاهدات


 

محمود خالد المسافر

لأيام متتالية منذ اليوم الأول لمهاجمة الماكنة العسكرية الروسية لاوكرانيا كبش فداء الاطلسي وانا اكتب باتجاهين واضحين أولهما أن هذا اعتداء بكل ما تعنيه كلمة اعتداء دولة على دولة جارة أخرى تحت ذريعة الأمن القومي والمجال الحيوي لروسيا الاتحادية وهي ذات الأسباب الواهية التي استخدمتها وتستخدمها الدول الكبرى أو الدول الصاعدة في قواعد تقسيم المصلحة والنفوذ الدوليين . والاتجاه الثاني هو أن خطيئة روسيا في تدمير دولة جارة لا يعني بالضرورة أن الطرف الآخر صحيحا بل كنت ولا زلت أرى أن الغرب الإمبريالي والاستعماري استخدم اوكرانيا لأحكام القبضة على الدب الروسي حتى ولو أن الروس حققوا مكاسب جيوسياسية في عدوانهم على أوكرانيا . 

 

ويبدو أن الكثير من المتابعين ينطلقون في تقييمهم للموقف من واقع الصراع الذي يعيشونه في مساحاتهم الجغرافية التي يعيشون فيها فالمتضررون على نحو مباشر من مواقف روسيا الاتحادية تجدهم يقفون مع اوكرانيا متناسين كمية الخبث الهائل التي تقف وراء استخدامها طعما للإيقاع بالدب الروسي . أو أن رغبتهم في أن يروا الروس مهزمومين تنسيهم أن المقابل هو الاستعمار الغربي المتآمر الاول على كل شيء في عالم اليوم  وبالمقابل فإن الذي يتمنى أن ينكسر الغرب الاستعماري لتنكسر شوكته التي دمرت الكثير من البلدان في العالم يتنكر لحقيقة أن الباطل لا يكون طريقا للحق ابدا . وان التوسع وتدمير المدن وقتل الناس لا يمكن أن يكون مجالا حيويا للحق ولذلك قررت أن أكتب مجموعة نصائح لابناء الجيل الحالي جيل الشباب ليعرفوا بالضبط كيف يتلمسوا طريقهم في ان يكونوا دائما فعالين وعلى نحو ايجابي . ولهذا قررت أن اكتب بصراحة السياسي المبدئي الذي لا يهتم كثيرا أن ترضى عنه القوى الدولية عندما تكون في حالة صراع جغرافي او سياسي أو اقتصادي تدفع ثمنه الشعوب أو الجغرافيا أو البلدان الصغيرة . وسأضع هنا ما اطلقت عليها مفاتيح الموقف الصحيح وهي :

1. ان الجريمة هي جريمة بغض النظر عمن ارتكبها سواء كان قريب لك او حليف او عدو فالجريمة واحدة . 

2. أن العالم تتصارع عليه رغبات استعمارية وليست رغبات إنسانية وان الخاسر دائما أن لم تكن أنت فهو شخص يشبهك في القضية حتى وإن كان في مكان آخر من العالم .

3. عندما تريد أن تقف مع صف ضد صف تذكر كل ما تعرفه وقراته عن المبادئ والقيم والأخلاق قبل أن تقول بأي صف انت لأن القرار الأخلاقي الذي ستتخذه يوما سيعود عليك ويكون السبب في اتخاذ الموقف من قضيتك انت .

4. أن تؤيد وجود قطبين ليس تاييدا لهما أو لأحدهما وانما لأن حالة الصراع بين القطبين تجعل العالم أقل ظلما وليس أكثر عدلا.

5. كن موضوعيا ولا تكن شخصيا في كل قراراتك لأن الموضوعية تعتمد على أسباب تشبهها بينما الشخصية عاطفية وقد تجرك إلى التهلكة .

6. لا تعول على تاريخ شخص أو نظام إذا كان حاضره لا يفتخر بماضيه فحاسب الناس وقيمهم على أساس ظاهرهم وحاضرهم لا على أساس باطنهم وماضيهم فالماضي يسبت إذا لم يحتضنه الحاضر والباطن من أمر ربنا وليس من امورنا نحن .

7. لا تبني في الحسابات السياسية على النوايا بل ابن على المواقف والافعال .

8. لا تأمن لمن يحاول أن يكبر على حساب الصغار ولا تثق بمن يستجدي المواقف حين يكون في مأزق ثم يدير ظهره عليك حين يقدر .

9. لا تنسى وانت تتخذ موقفا من طرف معين أن تدرس مواقف ذلك الطرف من اهلك واعمامك وأبناء امتك فالذي يسيء إلى اعمامك وأهلك لا تتوقع منه أن يكون جيدا معك .

10. لا تسمع جميل الخطابات لرؤساء دول لديها جيوش تتبنى عقيدة توسعية .

11. لا تصدق من يقول لك أن البراغماتية هي التنازل عن شيء مقابل مصلحة لأن التنازل الاول هو عبارة عن خطوة إلى التنازل الثاني وهكذا حتى تصبح بلا أية ورقة تتنازل عنها .

12. لا تصدق ابدا من يقول لك أن المستعمر قد أخطأ في سياساته عندما احتل البلدان وإنه سيتراجع ويراجع سياساته التي قد تبدو لك املا .

13. إذا أردت أن تقيّم قوة متفوقة ومتجبرة انظر حولها وتتبع تحالفاتها وسترى حقيقتها .

14. لا تقبل ابدا أن تكون مؤيدا لقوة كبرى لها من الحلفاء المحليين من يشربون من دمك يوميا .

15. واخيرا اقول أن الصراع ينقسم إلى ثلاثة اقسام صراع الخير والشر وصراع الشر والشر وصراع الخير والخير فلا تكن أبدا حطبا لصراع الشر والشر ولا تشارك ابدا في فتنة صراع الخير والخير واحرص أن تكون مع الخير في صراعه الدائم مع الشر .

 



 

تعليقات

أحدث أقدم