ضرغام الدباغ
ما زال العمل في وطننا العربي على موسوعة عربية شاملة ما يزال عملاً يفتقر إلى القوة الدافعة وأقصد بالقوة الدافعة هنا :
أولاً : أن تأخذ جهة سيادية / قيادية كبيرة مسؤولية العمل على إنجازها وهي ليست بالمهمة الصعبة جدا أو المستحيلة فالكومبيوتر يسهل لنا أمثال هذه المشاريع لدرجة خيالية .
والثاني : تتمثل بالدعم المالي .
والموسوعات اليوم قد تعددت من الموسوعات التي طبعت طابع الأعمال الأولى منها كالموسوعة البريطانية Encyclopaedia Britannica والفرنسية لاروس Encyclopaedia Larousse والألمانية دودن Lexikon duden والموسوعة السوفيتية Great Soviet Encyclopedia التي كانت تشفي غليل الباحث إلى إسداء معلومة قد تكون كافية لحد ما تحتوي على عشرات الألوف من المصطلحات والأسماء واليوم تصدر موسوعة الطيران مثلاً وفيها معلومات كافية تقريبا عن كل شيئ في عالم الطيران أو التربية أو العلوم السياسية أو الاقتصادية ...ألخ ..
فموسوعة دودن الألمانية ذات 864 صفحة تحتوي على تعريفات مبسطة ل 45000 (خمسة وأربعين ألف) كلمة بالإضافة إلى 1000 صورة معظمها ملونة وخرائط وجداول ..! الموسوعات العامة على أنواع فمنها ما يعطي لهذا المصطلح حجما كبير من الكلمات أكثر أو أقل بحسب أهمية الموضوع وهناك موسوعة عامة مختصرة أو بحروف صغيرة لتجنب أن تكون الموسوعة بعشرة مجلدات أو أكثر الموسوعة التخصصية هي لأصحاب التخصص أو لمن يريد الاستزادة فقد تجد حول مصطلح ما شرحا بخمس صفحات وربما أكثر في الثمانينات شكوت لصديق مثقف (ولم يكن الكومبيوتر المنزلي قيد الاستخدام الفردي) أن بيوتنا لم تعد تتسع لحجم مكتباتنا وكان أبن خال لي وهو كاتب ومحقق وباحث معروف (هلال ناجي المحامي) قد عمد لتأجير دار قريبة لداره كل غرفها عبارة عن مكتبة فقال لي صديقي ...نعم هذه مشكلة بدأ الكثير من المثقفين يواجهها ولعل حل هذه المشكلة بتصريف الكتب التي أنقضى آجالها وزيادة الاعتماد على الموسوعات وفعلا بدأت أركز على الموسوعات فصارعددها هي الأخرى كبيرا ! إلى أن جاء الكومبيوتر المبجل فحل المشكلة جذريا واليوم في الأسواق فلاشات بأحجام خيالية (2TB) وهو ما يتسع لحجم 250 ألف كتاب (أو نحو ذلك) وذات قدرة حاسمة على حفظ المواد ... وأنا متأكد أن سوق الالكترونيات سيشهد قريبا جداً قدرات أكبر وأسع .
يهمني جداً أن أنقل هذه المعارف لأبناءنا وأخوتنا وأهلنا في العراق وفي الوطن العربي لكي يكونوا على علم ولكي يسعوا ليحصلوا الافضل ويقرأوا الأفضل وليهتم كل فرد أن يكون لديه حاسوبه الخاص ويتقن العمل عليه أن تكون له مكتبته ومصادره ... ولا أريد أن أزعج أحداً من يجهل الحاسوب (الكومبيوتر) فهو للأسف أمي ... تحياتي للجميع
الصورة : موسوعة دودن الالمانية المختصرة
إرسال تعليق