اجتماع النقب .. تطور كبير في العلاقات العربية الإسرائيلية

مشاهدات

 

يعد اجتماع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن مع وزراء خارجية إسرائيل والمغرب ومصر والبحرين والإمارات العربية المتحدة في صحراء النقب يومي الأحد والاثنين مؤشرا قويا على تطور العلاقات العربية الإسرائيلية بحسب صحيفة نيويورك تايمز .

 

وأكدت الصحيفة أن عقد هذا الاجتماع الدبلوماسي في إسرائيل دليل على أنها أن البلاد بدأت في جني ثمار اتفاقيات إبراهيم للتطبيع التي تم التوقيع عليها قبل عامين مشيرة إلى أنها إعادة تنظيم عميق للشرق الأوسط . وأضافت أن هذه الاتفاقيات دفعت مصر أول دولة عربية توقع اتفاق سلام مع إسرائيل إلى الانخراط بشكل أكثر جدوى مع إسرائيل في الوقت الذي تحاول فيه القاهرة إحياء دورها كجسر لإسرائيل مع العالم العربي . عندما أعلنت إسرائيل عن القمة لأول مرة الجمعة لم تكن مصر ضمن قائمة الدول المشاركة لكن تم دعوتها يوم السبت . وقال عبد الخالق عبد الله أستاذ العلوم السياسية بجامعة الإمارات إن هذا الاجتماع الذي يشارك فيه لأول مرة عدد كبير من المسؤولين العرب والأميركيين والإسرائيليين على الأراضي الإسرائيلية في وقت واحد دليل على قبول إسرائيل من قبل القادة العرب الرئيسيين . ويشير هذا الاجتماع إلى أن العلاقة بين الولايات المتحدة وشركائها في الشرق الأوسط على وشك الدخول في مرحلة جديدة بحسب عبدالله وقال : هذه طريقة لإظهار أن شركاء أميركا في المنطقة يتحدثون إليها بشكل جماعي وليس بشكل فردي وربما بهذه الطريقة ستستمع واشنطن إلينا أكثر بشأن القضايا الرئيسية . عندما أبرمت إسرائيل اتفاقيات دبلوماسية في عام 2020 مع العديد من الدول العربية التي تجنبت منذ فترة طويلة العلاقات الرسمية بقيت أسئلة حول مدى فاعلية هذه الصفقات ومدى استدامتها ومدى جدواها حتى في الشهر الماضي عندما أصبح نفتالي بينيت أول رئيس وزراء إسرائيلي يزور البحرين أقر بأن العلاقات لا تزال بحاجة إلى التطور . وأكدت الصحيفة الأميركية أن الاجتماع في بلدة سديه بوكير الصحراوية في النقب يومي الأحد والاثنين، خطوة كانت تأمل فيها إسرائيل منذ فترة . وأشارت إلى أنه على الرغم من أن الولايات المتحدة ساعدت إسرائيل في توقيع صفقات التطبيع مع الدول العربية فإن إسرائيل هي التي يمكنها الآن أن تعمل بشكل علني كقناة اتصال بين واشنطن وهذه الدول . كما ستساعد إسرائيل في عقد لقاء بين وزير الخارجية الإماراتي والأميركي في وقت يشهد توتر في العلاقات بين البلدين بسبب الغزو الروسي لأوكرانيا ومطالب واشنطن لأبوظبي بزيادة إنتاج النفط . وتجنبت إسرائيل فرض عقوبات على روسيا أو إدانتها بشدة كما امتنع المغرب الذي يعتمد على إمدادات الحبوب من روسيا وأوكرانيا ويواجه أزمة اقتصادية متزايدة إدانة الغزو . ويقول مسؤولون أميركيون إن هناك مسألتين رئيسيتين أخريين على جدول أعمال الزيارة : تهدئة مخاوف الدولة العبرية بشأن اتفاق نووي وشيك مع إيران ومناقشة النقص العالمي المحتمل في القمح الناجم عن الحرب في أوكرانيا والذي يمكن أن يسبب أزمة في الشرق الأوسط المعتمد بشدة على استيراد هذه المادة . قبل الزيارة قالت يائيل ليمبرت مساعدة وزيرة الخارجية الأميركي بالإنابة "نعلم أن هذا الألم محسوس بشدة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا حيث تستورد معظم البلدان ما لا يقل عن نصف حاجياتها من القمح" ومعظمه من أوكرانيا . وأشارت إلى أن الحرب "ستُواصل فقط زيادة أسعار السلع الأساسية مثل الخبز في المنطقة وتأخذ الأموال من جيوب العائلات الأكثر شقاء وضعفاً" .

 

وتأتي زيارة بلينكن في وقت دخلت الولايات المتحدة والقوى الدولية الكبرى وإيران المراحل النهائية من التفاوض بشأن إحياء خطة العمل الشاملة المشتركة لعام 2015 والتي تهدف إلى منع طهران من تطوير أسلحة نووية . ويقول المسؤولون الأميركيون إن التوصل إلى اتفاق يتوقف على مسألة أو مسألتين رئيسيتين لكن يتعين على طهران اتخاذ خيارات صعبة إذا كانت تريد اتفاقًا . غير أن إمكان التوصل إلى اتفاق يثير قلق إسرائيل وحلفاء الولايات المتحدة في الخليج الذين يرون في إيران مصدر تهديد لهم . ولطالما كانت إسرائيل لاعبًا عالميًا ومهيمنًا في عوالم التكنولوجيا والمراقبة الإلكترونية والمعدات العسكرية لكنها أصبحت مؤخرا تلعب دورا دبلوماسيا كبيرا في العالم خاصة بعد محاولات التوسط بين موسكو وكييف . وقال مايكل كوبلو مدير السياسة في منتدى السياسة الإسرائيلية وهي مجموعة بحثية مقرها الولايات المتحدة : إنه تحول مذهل للغاية بصراحة . وأضاف: لقد اعتدنا على التفكير في إسرائيل على أنها قوة عسكرية إقليمية وأعتقد أنه ربما يكون من الدقة القول إن إسرائيل هي أيضًا قوة إلكترونية عالمية لكنني أعتقد أن بينيت يفعل كل ما في وسعه لمحاولة تصوير إسرائيل كقوة دبلوماسية حاسمة أيضًا . وقالت إلهام فخرو المحللة السياسية البحرينية إن الذهاب إلى إسرائيل أمر منطقي لدول الخليج . وأضافت : الرغبة في إرسال رسالة حول تحالف أمني جديد ودفع العلاقة مع إسرائيل إلى العلن ثم إرسال رسالة إلى إيران وبطريقة ما إلى الولايات المتحدة هي الأولوية الرئيسية لهذه الدول وعلى أية حال لقد وجدوا أن الثمن الذي سيدفعونه محليا جراء التطبيع ليس كبيرا . وترى صحيفة نيويورك تايمز أن قرار عقد الاجتماع في النقب وليس في القدس يعكس كيف أن مكانة المدينة لا تزال قضية حساسة للغاية بالنسبة للقادة العرب . 

 

الحرة : الحرة

 

تعليقات

أحدث أقدم