ماقل ودل : " اليثرد يدري والياكل مايدري "!!

مشاهدات

 

عبدالكريم الوزان


مثل شعبي عراقي . اليثرد : أي الذي يقطع الخبز ويضعه في الصحن لاعداد وجبة غذائية ( الثريد) .

 

ومعناه الذي يتحمل مسؤولية شراء المواد الغذائية من خارج البيت ويقوم  بتهيئة الطعام غير الذي يصله جاهزا فالأخير لم يجهد نفسه في تدبير المال ولابالتسوق وبالطهي بل يحضر أو يجلس لتناول الأكل فقط . وهو قريب للمثل ( يكد أبو كلاش ياكل أبوجزمة ) و( اليدري يدري والمايدري كضبة عدس ) وهكذا .

 

محطتنا اليوم حول ارتفاع الأسعار في العراق قبل أيام وتحديدا أسعار المواد الغذائية وفي مقدمتها الدقيق ( الطحين ) والزيت والسكر والرز والبقوليات في بلد غني بالنفط !! ما ادى الى خروج العراقيين في مدن عديدة بتظاهرات والقيام باضرابات واعتصامات إحتجاجا على  ذلك  لاسيما وأن الشعب على أبواب شهر رمضان الفضيل حيث يستغله التجار الجشعون للسحت الحرام بدل الطاعة والاستغفار لمحو الآثام .  وبالطبع الأسباب الظاهرة والمشخصة هي تداعيات الحرب التي تشنها روسيا على أوكرانيا باعتبار أن روسيا وأوكرانيا في مقدمة  موردي القمح لدول العالم والدول العربية بشكل خاص . وعلى الرغم من الاجراءات الحكومية التي لايمكننا نكرانها أو تجاهلها  لمجابهة  تلك الأزمة مثل تأمين مواد السلة الغذائية لـمدة 6 أشهر والتاكيد على الخزين الاستراتيجي للمواد الغذائية الأساسية والتركيز على توفير حصة المزارعين من المياه  ودعم رواتب شريحة واسعة من المواطنين  كالمتقاعدين و"تصفير الرسم الجمركي على البضائع الأساسية من مواد غذائية ومواد بناء ومواد استهلاكية ضرورية لمدة شهرين وإعادة النظر بالقرار بعد معاينة الأزمة" الا أن كل هذا وذاك نكأ جراح العراقيين وزاد من معاناتهم المعيشية حتى إن بعضهم نزل الى الشارع وهو بحالة هستيرية لأنه لايقوى على شراء رغيف خبز واحد و( اليثرد يدري والياكل مايدري) . المسؤولون الفاسدون والأثرياء حتى التخمة ممن امتصوا دماء الناس وأصحاب القرار السيئون ممن يعيشون في قصور عاجية وأرصدتهم مهربة في بنوك عالمية لايعرفون معنى أن يتضور الانسان جوعا ربما قد ذاقه بعضهم  من حديثي النعمة الأشرار وناكري الجميل ممن ينطبق عليهم المثل الشعبي العراقي (الهوش للماكنتوش)  ولذلك لاجدوى من تذكيرهم بحال الدنيا وزوالها وهم في طغيانهم يعمهون .

 

إن البصيرة والاستقراء من سمات المسؤول الناجح صاحب الغيرة والوطنية والعقل الراجح حيث يتحتم عليه رصد الأحداث الخارجية التي قد تؤثر على كل مايتعلق بالبلاد والعباد وإتخاذ إجراءات وحلول وبدائل قبل وقت كافٍ من وقوعها ومثال ذلك  الحرب الروسية الأوكرانية التي انعكست على أوضاع شعبنا ( المظلوم)  الذي عانى ماعاناه  طيلة عقدين من السنين، حتى تسكع الكثير من أبنائه بما فيهم الأكفاء في طرقات البلاد وأصقاع العالم  ياترى متى يحيا أهلنا بسكينة  بمنآى عن قلق الجوع والفزع والتشرد ؟! صحيح .. ( اليثرد يدري والياكل مايدري ) !!.

 

 

تعليقات

أحدث أقدم