خطاب لكل عنصري ومتعصب

مشاهدات



ضرغام الدباغ


نقول بأختصار شديد لكل عنصري ومتعصب ... إن كنت لا تستطيع تصور العالم إلا جزيرة أنت تحكمها فأذهب وابحث عن جزيرة صغيرة وأقم فيها طقوس وحدانيتك .. ولا تحتاج فيها لأحد ..

 

ــ مواطن أمريكي هو بطل في رياضة ركوب الأمواج أسمه " كريس بار " أصيب أثناء ممارسة اللعبة في البحر في فقراته العنقية مما تسبب له بالشلل التام وبعد سنتين من العلاج عبثاً وصل لدرجة اليأس فتقدم بطلب " الموت الرحيم " لإنهاء حياته والخلاص من العذاب الذي يعانيه فعرض عليه الجراح العربي محمد بيضون اللبناني الأصل في مدينة مينيسوتا / الولايات المتحدة الأمريكية أن يقوم بعلاجه بعملية جراحية من أبتكاره لزرع خلايا جذعية من جسمه وقام بالعملية ونجحت نجاحاً باهراً أستطاع المواطن الأمريكي أن يسير على قدميه وأن يعزف البيانو ...

ــ مهندس عربي مسلم في ألمانيا أصيب بداء وبيل في كبده ما أتلف الكبد نهائياً ولم يعد أمامه سوى القبول بعملية نقل كبد . ولم يطل الأمر كثيراً حتى توفي شاب ألماني في حادث وجرت عملية مستعجلة فجرا نقل فيها كبد الشاب الألماني للمهندس العربي ليعيش حياته طبيعية بكبد ألماني مسيحي  . حين تدخل إلى المستشفى لتجري عملية جراحية مستعجلة وضرورية (أجريت لي عمليتان في برلين / ألمانيا خلال 19 عاماً) هل ستسأل عن جنسية وديانة الطبيب الذي سيجري لك الجراحة ؟ وأسم الطبيب المخدر والمساعدين من أعضاء الطاقم الطبي ..؟ لماذا لا تفعل الأفضل والأجمل هو تكون شاكرا لهم لأنهم أنقذوك من الخطر ..؟ ألا تريد أن تستخدم حواسك بصورة سليمة ولفائدتك أنت .... لكي تتعلم وتستمتع وتتعرف على الحياة بكل أبعادها .. أما إذا أشحت بوجهك عن هذه وتلك وهذا وذاك ... فستجد نفسك وحيداً  إذا تولى معلم تعليمك مسألة مهمة ستعينك على فهم ما يحيط بك ويساعدك أن تتعلم وأن تعيش باحترام وأمان ... هل ستردها له صفعة على وجهه لأنه من دين ومعتقد وقومية أخرى .. ؟ هل ستضع في صيوان أذنك فلتر وتتعامل طبلة أذنك مع الموسيقى وشتى العبر بحسب من هو العازف .. ما أسمه ما جنسيته ما دينه ما طائفته ما قوميته ..... هذا كلام لا يليق بالعقلاء ..!  هل تضع على عينيك كمامة فلا تشهد صوراً وفنية ومسرحيات وأفلام سينمائية وتقرأ كتباً رائعة سوف لن تستمتع ما لم تفتح عينيك على الحياة العريضة بكل مافيها ... لا تكن عنصرياً .. إذا تعنصرت .. فأنت سمكة لا تعيش إلا مع من هو على شاكلتك ... لا تكن طائفياً ... فإنك إن صرت طائفياً فإنك سوف لن تجد الأمان إلا من هم مخرفون مثلك ...  وللمزيد من المعلومات ...  فهناك ضمن الطائفة طوائف وضمن الطوائف مدار واتجاهات وتيارات ... وسوف تظل تتعرض للصغر حتى تضمحل حتى تجد نفسك في قوقعة أنت وبضعة من أمثالك ..!

 

أما إذا أنطلقت فكل من هم على الدين أخوانك وكل من في وطنك هم مواطنيك وكل من في الأمة من أمتك وأنت كبير ... كبير ... كبير بوطنك وأمتك ... وصغير ... صغير ... وبعد صغير .. في قوقعتك الصغيرة ... لماذا تهوى سماع الخرافة ولا تريد معاينة الواقع الموضوعي ..؟

 



 

تعليقات

أحدث أقدم