كم ريان في عالمنا ؟

مشاهدات


 


محمود الجاف
 
اعرض لكم احداها . وهي قصة الطفل الكردي دانر ...
وهنا اتسائل . هل يصعب على من يطلقون على انفسهم حكومات ان يشحذوا الطاقات ويجمعوا الجيوش واجهزة الامن الداخلي من اجل البحث عنه حتى ايجاده ؟ الا يمكننا التجمع والاتفاق على تاريخ موحد ومحاولة العثور عليه بكل الوسائل المُمكنة ؟ 
 
أم يجب ان نواجه انفسنا ونعترف اننا جميعا مُمثلون على مسرح الحياة ؟ 
 
وان الاعلام هو الذي يدفعنا كي يرى العالم ادائنا التراجيدي الساذج ويصدق ان لدينا مشاعر واحاسيس أشكُ في وجودها ؟ 
 
اين مايسمى القادة واصحاب السيادة والكروش والقروش . الذين يعتلون المسارح لتعجب بهم الفاتنات في كل المطارح ويكافئون على الدفاع عن حقوق شعوبهم الخرساء ؟ 
 
ان الطفل هو أكبر الخاسرين في عالمنا العربي ! ... فقد تسببت النزاعات المسلحة بوضع مأساوي لهم وساهمت في ذلك السياسات الحكومية . أرقام مفزعة كشفت عن عدد الأطفال الذين يتعرّضون للخطر . بدءا من غياب الخدمات الصحية وسوء التغذية مرورا بعدم الالتحاق بالمدرسة أو الخروج منها مبكرا وانتهاءً بالعنف والعمالة أو الانخراط في التنظيمات المُسلحة . ذكر احد تقارير المنظمات الانسانية ان ( 15 ) ألف طفلا يموتون يومياً قبل الوصول إلى عيد ميلادهم الخامس . مثل عمرك ايها العزيز ( سيدي ريان )
 
اولادنا يتحدون الموت للعبور إلى حلم الفردوس أو يدخلون في صراعات بين أطفال العرب المُقيمين واللاجئين في اوربا ! ... يحدث ذلك كل يوم . اللا استقرار وظلم الرعاة للرعية هو العامل الأبرز الذي تسبّب في سرقة برائتهم وتماسكهم الاجتماعي . 
 
هل تذكرون الطفل إيلان الذي وجد غريقا على سواحل تركيا ؟ 
 
ان اراقة الدماء الزكية وازهاق الارواح الطاهرة وقتل الناس لأتفه الأسباب كل هذه المصائب والويلات لم تكن لتحصل لو كنا موحدين . كما فعلنا وتعاطفنا مع حالة الطفل المغربي الذي سقط في البئر . 
 
 دانر الذي لم يكمل عامه الاول غرق خلال فيضانات اربيل في ( 17 . 12 . 2021 ) ولم يتم العثور على جثته حتى الان . قصته لاتقل مأساوية والما عن قصة ( ريان ) الذي قضى والديه خمسة ايام تتمزق قلوبهم عندما كان ولدهم في قعر الجُب . والذي رحل الى الجنة التي يحلم بها كل اب وام في ان تكون مُستقر اولاده في نهاية حياتهم . إلا ان والدي دانر ومُحبيه مازالت النار تاكل احشائهم .
 
كل تلك السيول التي اخترقت المدينة حدثت بسبب بناء الدور والمُجمعات السكنية ضمن نطاق مجاري تصريف مياه الامطار . لكن من يتجرأ على ان يفتح فمه ؟ 
 
وحتى الان لم يتم تعويض الاهالي الذين كانوا ضحايا لتلك السيول علما ان من بينهم مواطنين من الاخوة العرب والاتراك والنيباليين ... تخيلوا ان والديه مازالا يبحثان عنه والغريب انهم يرفعان ايديهما الى الله بالدعاء للطفل المغربي ان يتم انقاذه ولكن هل يتذكرهم احد ويدعوا بان تنطفىء نيران قلوبهم ؟ 
 
متى نصبح مثل البشر ؟ 
 
متى نأمن على ارواحنا في بيوتنا ولانخشى ان يدخل علينا من يسلبنا حياتنا لاسباب سياسية او دينية او مادية أو مياه قد تكون ضلت طريقها وانحرفت عن احياء الاغنياء الى عالم الفقراء لتلعب بحياتهم ؟
 
عالم البؤس والضياع والتخلف والقهر والفشل هو العالم الوحيد الذي يمشي فيه الناس على اقدامهم لكنهم موتى ... متى نموت ونحنُ مُطمئنون بان اولادنا لن يضطروا من بعدنا الى العيش في المُخيمات أو بيع علب المناديل الورقية والتسول في اشارات المرور الضوئية .

 

 

 

 


 

 

 


 

 


 

 


 

 

 


 

 


 

 

 



 




1 تعليقات

إرسال تعليق

أحدث أقدم