باراسايكولوجي

مشاهدات




د . ضرغام الدباغ


الباراسيكولوجي هو القدرة على التخاطر وهي موهبة من الخالق سبحانه ولكني قرأت أن هناك معاهد تنمي قدرة الإنسان على قراءة أفكار غيره ...  وهذا بيت القصيد ..! فالدول التي تعني بهذا العلم تسعى لقراءة أفكار خصومها وبالتالي التوصل لأفضل قراءة لما يدور في فكر المقابل ...

 

يقدر الخبراء أن قدرة التخاطر موجودة عند جميع البشر ولكن التدريب على أستخدامها والتعليم وتبادل التجارب والخبرات ستحفز هذه القدرة لتقدم ثمارها .  فالتخاطر هو توصل غير مادي بمعنى القدرة على التواصل من خلال انتقال المشاعر والأفكار والعاطفة والرسائل… بين شخصين بطريقة غير مادية وهو أشبه بتقنية البلوتوث كأن يشعر المتخاطر بالطرف الثاني ويفهم ما يريد إيصاله له بغض النظر عن المسافة بينهما أو الوقت . لست من الخبراء الاخصائيين في هذا المجال لأتبحر في شرحه ولكني أريد القول أنني مخلص في علاقاتي الشخصية منها والعامة وربما هذا شرط أو مدخل لقراءة أفكار أصدقائي أو بالعكس أن يتمكن أصدقائي والمقربين لي من قراءة ما يجول في خاطري بدرجة تقارب المستحيل ...! كان لي صديق  بل هو أخي الشقيق توفاه الله قبل بضعة سنوات هو نجاح عبد الرحمن حياوي صاحب مكتبة النهضة في شارع المتنبي ... عشنا سنوات صداقة طويلة بكل إخلاص مع أنه لا يعمل في السياسة ولا يهتم بها كثيراً كنا نفهم بعضنا على الطاير ... وهذه مسألة طبيعية لحد ما ولكن ما سأرويه لكم أمرا يشبه المستحيل . عصر ذات يوم (ربما 1985) كنا في طريقنا لأمر ما في منطقة باب الشرقي فطلبت منه أن يتوقف عند محل يبيع الكاسيتات الموسيقية والغنائية المقابل لسينما السندباد . فتوقف ونظر لي وقال " ستشتري كاسيت أغاني كارم محمود .. أليس كذلك ..؟ " عقدت الدهشة لساني ولم أعد أستطيع الحركة ... فسألته بدهشة " وكيف عرفت نجاح ...؟ ". أبتسم وقال ... " لا أعرف كيف خطر هذا على بالي ..! " هناك حالات تخاطر (باراسايكولوجي) جرت مع المرحومة  شقيقتي الكبرى مثيرة للدهشة ... منها أن شقيقتي هذه وهي بمثابة المرحومة والدتي واظبت على المجئ لسجن أبو غريب ولم تنقطع عن مواجهتي طيلة 16 سنة رغم التعب الشديد وهي تجلب لي ما يحتاجه السجين من طعام وغيره وذات مرة وأظن كان ذلك في أواخر التسعينات وقبل المواجهة بيوم أو يومين كنت أتحدث مع صديق عن أيامنا خارج السجن وأن صديقا لي كان يحرص أن يختم السهرة في مطعم للباجة البغدادية الرائعة وتذكرنا الباجة التي حرمنا منها .

 

في اليوم التالي جاءت شقيقتي أم غسان وهي متعبة تحمل قدر من الباجة اللذيذة تكفي طعاماً لعدة أشخاص  .... وقالت لي بين دهشتي .. أمس تذكرت أنك ربما تشتهي الباجة ولم تتناولها منذ سنين ...! ماذا نقول .... عن هذا التخاطر المدهش ....؟

تعليقات

أحدث أقدم