عبدالكريم الوزان
العراقيون يتداولون كثيرا هذه العبارة في حالات الغضب أو المزاح أو الاستفهام أو التشكيك أو التحذيروحسب واقع الحال . مثال ذلك ( دير بالك تسوي قارش وارش ) و ( أخاف تسوي قارش وارش) (أخاف بيها قارش وارش ) .. ( منا منا قارش وارش) . وهناك عبارة ( لاتتقارش مع فلان ) أو ( محد يتقارش معاه ) بمعنى الأخير يتمتع بصفات مميزة كالقوة أو المنصب او المكانة أو الذكاء أو الدهاء .. الخ أي لاتتورط في التعامل معه أو التصدي له أو التقرب اليه .
البعض يقول أصل العبارة تركية وتستخدم بشكل عام في التوجس أو تحذير الشخص من فعل ما أو من القيام بعمل غامض أو الاحتيال أوفي حال عدم الثقة والتصديق بقول وعمل من توجه اليه . اليوم .. الكثير من الناس يترقبون حسم الخلافات ( العويصة ) على الساحة السياسية كتشكيل الحكومة والداخلية كالمتعلقة بنزع السلاح خارج اطار الدولة واستقلالية المؤسسات العسكرية والأمنية و( طراكيع ) المخدرات والفساد والاقتصادية كتلك المتعلقة بقضايا الغاز والنفط في ضوء قرار المحكمة الاتحادية ويتوجسون خيفة من تدخلات دولية واقليمية وحصول ما لايحمد عقباه ( ولو ربعنا متعلمين عالمصايب ) فتجدهم يتهامسون : ( نخاف بيها قارش وارش )!!. أبناء الشعب منذ غزو العراق في العام 2003 وحتى الآن وهم مصابون بفوبيا ( القارش والوارش ) ولا أحد يلومهم فقد عانوا الكثير ومانفكوا يحلمون بعيش حياة حرة كريمة كما تعيش سائر الشعوب في ظل قوانين عادلة واقتصاد متين وتعليم متطور وأمن مستتب وسيادة مطلقة للبلاد من الداخل والخارج حتى صلة ارحامهم تقطعت فتجد أبناء العائلة الواحدة في الشتات أحدهم في الشرق والآخر في الغرب والأنكى من كل ذلك وعلى خلاف عاداتنا وتقاليدنا بات الآباء يقنعون انفسهم دون جدوى بـ ( بعيد وسعيد)!!. نأمل أن تتضح الأمور وأن تحسم لصالح البلاد والعباد وتعويضهما عمّافات ويقينا لايتحقق ذلك الا بفصد الدم الفاسد وتغليب العقل والمصلحة الوطنية وتحمل المسؤولية والأهم عدم تناسي أن رأس الحكمة مخافة الله فاتقوه في أبناء جلدتنا ولا ( تسوون قارش وارش )!!.
إرسال تعليق