شهادتي لله والوطن عن وزير الصناعة الأسبق حاتم عبد الرشيد الذي غادرنا اليوم إلى رحمة الله .

مشاهدات




داتو د. محمود المسافر

لقد عرفت الرجل بين عامي 1987-1988وقد حضرت له عدة لقاءات وندوات وأعجبت به كثيرا.. في نيسان من عام 1988 وكنت حينها رئيسا للجنة الاتحادية في كلية الادارة والاقتصاد بجامعة بغداد اردنا في اللجنة الاتحادية أن نعمل ندوة اقتصادية على مستوى عالي . فكلفني زملائي أن أذهب برسالة إلى مدير مكتب وزير الصناعة نطلب فيها من السيد وزير الصناعة أن يفتتح ندوة ويتحدث للأساتذة والطلاب عن أمور تخص قطاع الصناعات الخفيفة في العراق . 

 

وعلى الرغم من أنني كنت معروفا بجرأتي آنذاك في الولوج إلى المكاتب العليا في الحزب والدولة إلا أن التعامل مع شخص مهني جدا مثل المرحوم الاستاذ حاتم عبد الرشيد لم يكن واضحا عندي لأنني عندما كنت اطلب لقاء أو اذهب لزيارة قادة في حزب البعث العربي الاشتراكي أو قادة إداريين لكنهم في درجات حزبية متقدمة كانوا يتفهمون اندفاعي كوني في القيادة الطلابية بجامعة بغداد وأن الكثير منهم  قد مر في فترة نضاله الحزبي بما كنت أمر به انذاك من حماس واندفاع وتجاهل لما تفرضه الدرجات العليا من مهابة وسلطة على الآخرين ولكن المرحوم حاتم عبد الرشيد كان مختلفا فرض علي هذا الاختلاف تحسبا وقلقا وصلت إلى مكتب مدير مكتبه وقدمت له نفسي وسلمته رسالة موقعة من عميد كلية الادارة والاقتصاد في جامعة بغداد الاستاذ الدكتور عبدالمجيد حمزة الناصر شفاه الله وكان قد وقع لي الرسالة وهو مبتسم ويقول جرب حظك ويدعوه في الرسالة ليفتتح ندوة عن قطاع الصناعة وأن يضع هو عنوانها طلب مني مدير المكتب ان انتظر حتى يدخل عليه بالرسالة دخل عليه وبعد دقائق خرج وسلمني الرسالة وقال تفضل ادخل على السيد الوزير وسلمه انت الرسالة واشرح له كان عمري آنذاك 21 عاما وكان عمره آنذاك في منتصف الخمسينات كنت طالبا في المرحلة الأخيرة من دراسة البكالوريوس وكان هو وزيرا ومديرا عاما للمنظمة العربية للتنمية الصناعية زالت كل هذه الفوارق بعد أن سلمت عليه والذي بادرني بالسؤال بأي قسم تدرس في الكلية ؟ كان يعتبرها كليته من يقوم بتدريسك ؟ كان يعرف الكثير من اساتذتي فأجبته أنا بصراحتي التي يبدو أنه لم يعتدها ممن يعملون بمعيته  تحدثت له عن رأيي بالنظام التعليمي ورأيي بالقطاع الصناعي ماذا عليه أن ينتج وما لا ينتج !!!!. استمع الي واصغى ولو أنني بمكانه اليوم لا أدري ما كنت أفعل مع هذا النوع من الجرأة ؟ استوعبتي وأبدى إعجابه بما اقول وقال وافقت أن آتي ليس من أجل صديقي العزيز الدكتور عبدالمجيد حمزة الناصر بل من أجل الطلاب من امثالك الذين يريدون أن يعرفوا كل شيء . 

 

هممت بالخروج بعد الاستئذان وحال قيامي قال لي انتم عادة ما تكتبون لافتة ترحيبية أو تعريفية بالندوة قلت له نعم فقال حيت تكتبون اسمي لا تكتبوا أمامه الوزير فلان بل فقط الاستاذ فلان قلت له سيكون كما تريد سيادة الوزير حضر الافتتاح وكان إنجازا كبيرا وتحدث للجميع بعقل منفتح واعي وطني مخلص ومهني وغادر من غير أية مبالغات في الترحيب والودائع وكما طلب لانه لم يكن يحبها.هكذا عرفت المرحوم حاتم عبد الرشيد واردت أن اشهد له وهو في قبره عن نبل أخلاقه وقيمه العليا وحبه لوطنه وغيرته على الأمانة التي كانت تحت يديه . 

 

غفر الله لك ايها النبيل وأسكنك فسيح جناته والهم أهلك وذويك الصبر والسلوان وانا لله وانا اليه راجعون .

 

 

تعليقات

أحدث أقدم