فيما تتسارع التطورات الميدانية في أوكرانيا بعد الهجوم الروسي العسكري الواسع عليها وتزداد معها مخاطر حدوث كارثة إنسانية جراء الحرب تشهد مختلف المدن الأوكرانية الكبيرة وفي مقدمها العاصمة كييف موجات نزوح كبيرة نحو الأرياف والمدن الواقعة غربي البلاد .
ويواجه عشرات آلاف المواطنين والمقيمين في أوكرانيا من مختلف الدول العربية مثل سوريا ومصر والمغرب والعراق والأردن والجزائر وغيرها خطر البقاء في مناطق معرضة لتطور الصراع العسكري فيها خاصة وأنهم لا يستطيعون النزوح نحو المدن والمناطق الآمنة نسبيا كما يفعل الكثير من الأوكرانيين ممن يلجأون لأقرباء وأصدقاء لهم وللاحاطة بأوضاع الجاليات العربية في ظل اندلاع الحرب يقول مسؤول العلاقات في الجالية الليبية المعتصم بالله عريبي : للأسف بسبب الاستهتار وعدم توقع أن الأمور ستتطور نحو حرب واسعة وأن ما يتم تداوله عن قربها هو مجرد تهويلات إعلامية فإن الكثيرين من أبناء الجاليات العربية هنا وعددهم عشرات الآلاف عالقون بسبب بدء الحرب . ونعمل على ترتيب إجلاء آمن لمختلف أبناء الجاليات العربية خاصة الليبية حيث يسعى الكثيرون منهم للخروج من أوكرانيا ونحن على تواصل كجاليات مع السفارات والبعثات الدبلوماسية العربية للتنسيق وتأمين ممرات خروج آمنة للعرب لكن كون الحرب بدأت للتو وبسبب الظروف الاستثنائية فإن ذلك قد يتطلب وقتا وعن مظاهر التكافل والتنسيق بينهم كجاليات عربية أوكرانية يرد : لا شك في أنه بظل هذه الظروف العصيبة نحن حريصون على التعاضد والتعاون كي نتمكن جميعا من عبور هذه الأزمة بأمان .من جانبه يقول إبراهيم الواوي وهو مواطن سوري يدير مطعما عربيا في كييف : مع الأسف استيقظنا على أنباء بدء الحرب وإطلاق صفارات الإنذار وسماع دوي الانفجارات حيث تشهد العاصمة نزوحا واسعا منها حتى أن طرق الخروج منها تكاد تكون مغلقة بفعل اكتظاظ عشرات آلاف السيارات . أما المواطنون العرب هنا وهم من مختلف الجنسيات فهم مع الأسف لا يعرفون إلى أين يفرون في ظل تقطع السبل بهم ومنذ الصباح ونتلقى الاتصالات منذ الصباح لإن كثيرين منهم من زبائن المطعم ومن الأصدقاء ممن يستفسرون عما يجب فعله وسط أجواء خوف وقلق تعم سكان المدينة ككل ولم نفتح مطعمنا اليوم نظرا لظروف الحرب ولكون السلطات تطالب الناس بالبقاء بالمنازل وهنا تبدأ الخشية من أنه في حال طالت الحرب سيتضاعف سعر المواد الغذائية أكثر مما هو مرتفع أصلا على وقع الأزمة المستمرة منذ أسابيع مما يهدد بالأسوأ وما أستطيع أن أقدمه كمساعدة هو استقبال عدد من أبناء الجاليات العربية هنا خاصة ممن نزحوا من مناطق القتال لكييف في المطعم والذي توجد فيه مواد غدائية مخزنة تكفي لأكثر من أسبوع وفي النهاية سننتظر ونرى كيف تتطور الأحداث .
ويقدر عدد الجاليات العربية في أوكرانيا حسب مصادر من داخلها بنحو 50 ألف نسمة حصل قسم كبير منهم على الجنسية الأوكرانية ومن بينهم عدد كبير من طلاب الجامعات والمعاهد .
المصدر : عربي-sky-news
إرسال تعليق