لقاء مع الاستاذ علي الريح السنهوري . أمين سر قيادة قطر السودان لحزب البعث العربي الاشتراكي الجزء الاول :

مشاهدات

 

أخبار اليوم وبوح استثنائي للمفكر العقائدي علي الريح السنهوري الأمين العام المساعد لحزب البعث العربي الاشتراكي وأمين سر قطر السودان .

الحلقة الأولى :

* اسرائيل حرضت للقيام بانقلاب 25 اكتوبر
* العدو الصهيوني أصبح مرجعية
* ما هي قرارات قحت في اجتماع منزل ابراهيم الشيخ؟
* خطوة في مجلس وزراء حمدوك غير دستورية تشكل خيانة


أجراه : الفوال

الحوار مع زعيم حزب البعث حوار ممتع ومثير في تقديمه الحقائق المجردة والتحليل السياسي بأسلوب مباشر وسلس . فالرجل سياسي عقائدي مميز ومفكر عقلاني يمزج السياسة بالمبادئ والفكر الذي كرس له حياته داخلياً وخارجياً، رغم صعوبة المشوار. وقد أجريت معه في عهد الإنقاذ حوارات طويلة، فكانت مواقف الرجل فيها عنوانها الصمود والإيمان القاطع بقيام الثورة في زمن كان الحديث عن التغيير ضرباً من المغامرة المحفوفة بالأخطار من كل جانب .

إضاءة أولى :
في مكتب أنيق في دار حزب البعث العربي الاشتراكي في وسط الخرطوم كان هذا البوح الغاضب بلا انفعال.. ويبدأ الحديث بترحيبه بهذا اللقاء مع أخبار اليوم بعد انقطاع طويل من الحديث لأجهزة الإعلام وكان أن يبدأ البوح هذا بقضية الساعة التي طغت على كل الأحداث الأخرى من تشاكسات الساحة هذه الأيام، وهي قضية التطبيع مع اسرائيل ؟؟

كيف كانت البدايات وأجراس الخطر التي قُرعت ؟

رأي حزب البعث في تقييمه لتلك الخطوة وكيف استقبلوها وتفاصيلها المسكوت عنها ؟؟

* لقاء نتنياهو بالبرهان !
يستعيد محدثي شريط البداية الداوية ويقول بكل هدوء وثقة :
حقيقة كل القوى السياسية في ذلك الوقت حاصرت هذا اللقاء وأعلنت رفضها لهذه الخطوة وعُقد اجتماع للحرية والتغيير في منزل السيد إبراهيم الشيخ وقررت رفضها للخطوة لأنه ليس من حق مؤسسات الفترة الانتقالية أن تأخذ أي إجراء يتعلق بالقضايا المصيرية هذه القضايا تترك للسلطة المنتخبة من الشعب وعقب ذلك اجتماع بالسيد رئيس الوزراء آنذاك الدكتور حمدوك وفي هذا اللقاء تم الاتفاق على ذات الخط الذي أقرته قوى الحرية والتغيير ثم بعد ذلك جرت مياه كثيرة تحت الجسر. ولكن القضية في الأساس كانت مع أهمية قضية فلسطين ومركزيتها وموقفنا المبدئي منها .

لماذا ؟
لأن قضية فلسطين ليست قضية جغرافية تتعلق فقط بالأرض وإنما تتعلق بكل الأمة العربية بين العدو الصهيوني وبين الأمة العربية ولكن هناك نقطة مهمة جداً أثارها حزب البعث العربي الاشتراكي ان هذه سابقة خطيرة لأن مجلس السيادة كله لم تكن لديه صلاحية اتخاذ مثل هذا القرار أو الاقدام على مثل هذه الخطوة ناهيك عن رئيس المجلس الذي كل صلاحياته هي أنه يرأس اجتماعات المجلس ويوقع نيابة عن المجلس وفق اختصاصات المجلس وليس من اختصاصات المجلس صياغة ماسمي بالسياسة الخارجية . حتى إذا افترضنا أن قضية فلسطين هي ليست قضية وطنية إنما هي قضية خارجية ما كان من صلاحيته أن يوقع أو يبادر أو يقوم بعمل متخطي مجلس السيادة ومجلس الوزراء والحرية والتغيير في قضية بمثل هذه الخطورة . قضية مصيرية قضية دفع فيها الشعب السوداني دمائه وهي جزء من وجدانه ومن عقيدته وجزء من مفاهيمه العامة حتى المتعلقة بقضايا التحرر الوطني في العالم قاطبة لذلك هذا السلوك كان بداية للتفرد وهو الذي مهد فيما بعد للانقلاب  مهد للانقلاب لأنه تمكين لرئيس مجلس السيادة فى أن يواصل في العلاقة مع العدو الصهيوني .

وخيانة في مجلس الوزراء ؟
وتعقب ذلك خطوات في مجلس الوزراء خطوة تشكل أيضاً خيانة خطوة غير دستورية ان مجلس الوزراء يرفع مشروع قانون لإلغاء قانون اتخذ بواسطة جمعية منتخبة وهو قانون مقاطعة العدو الصهيوني . كثير من الناشطين وبعض القوى السياسية اعتقدوا ان موقف حزب البعث وحزب الأمة والناصريين والشيوعيين ضد التطبيع اعتبر هذا الموقف موقف ايدلوجي، هو صحيح موقف ايدلوجي، ولكن هو أيضاً موقف وطني .

* علم بطول عشرة امتار؟؟
انه موقف وطني بكل تأكيد لأن العدو الصهيوني هو الذي لعب الدور الأساسي في فصل جنوب السودان ! ويوم الاحتفال بفصل الجنوب ما سمي استقلال الجنوب حمل فتية من الجنوب علم العدو الصهيوني بطول عشرة امتار ؟

أمام المنصة !
وأول زيارة قام بها سلفا كير كانت للكيان الصهيوني ! ذهب وشكرهم وأدلى بتصريح : (انه لولا دور الكيان الصهيوني لما تمكن الجنوب من تحقيق استقلاله) هذا عدا اعترافات نائب مدير الاستخبارات الصهيونية قبل 12 عاما بدعمهم لحركة التمرد في الجنوب ! بالسلاح والتدريب والتأهيل بل بالمشاركة في بعض العمليات التي جرت في جنوب الوطن ! فالعدو الصهيوني يسعى لتفتيت السودان وتفتيت الأقطار العربية بمختلف الوسائل، بهدف إضعافها، فضلاً عن أنه لا تربطنا حدود مباشرة مع الكيان الصهيوني مما يستدعي اتفاقية معهم، أو التطبيع معهم. وتطور الأحداث الآن بعد الانقلاب أكد انه للكيان الصهيوني دور كبير جداً في التحريض للقيام بهذه الخطوة .

ومعروف لشعبنا الوفود السرية التي كانت تترا للخرطوم، واللقاءات السرية التي كان يقوم بها، وبعضها مكشوف تذيعه الإذاعات الصهيونية، التي كانت تقوم بها وفود من الانقلابيين للعدو الصهيوني الآن العدو الصهيوني صار هو مرجعية الانقلابيين بل ان أمريكا توسط الكيان الصهيوني لإثناء الانقلابيين ولإعادة الحكومة المدنية فالعدو الصهيوني هو المحرض لهذا الانقلاب وهو الداعم له وهو الذي يسنده الآن .

هذه خلفية هذا الانقلاب المعزول عن كل شعب السودان، الرافض للديكتاتورية والرافض للوصاية التي أعلنها بيان الانقلاب على كل الشعب السوداني، على انه هو الذي سيسوق شعب السودان لتحقيق التحول الديمقراطي! بينما هو يرفض مبدأ أقره.. وعهد قطعه.. وميثاق وقعه.. ووثيقة دستورية وقعها بدورية رئاسة مجلس السيادة.

من وراء الانقلاب أيضاً ؟
بالطبع قالها بثقة المطلع وراء الانقلاب هو رأسمالية طفيلية تخشى محاسبتها لذلك كان كل العداء والترويج ضد لجنة إزالة التمكين لأنها هي اللجنة التي كانت تتقصى عن الفساد المحمي من سلطة الإنقاذ والذي أهدر عشرات المليارات من الدولارات من أموال الشعب السوداني فهذه الفئات فئات الرأسمالية الطفيلية الفاسدة كانت بالتأكيد تحث وتعمل للانقلاب في25 اكتوبر بهدف قطع الطريق أمام محاسبتها وبهدف قطع الطريق أمام استرداد الأموال المنهوبة من شعبنا .


إضاءة أخيرة
لنلتقي في الحلقة الثانية من هذا البوح الشفيف في سوح السياسة مع زعيم البعث السنهوري وفي إجابات مثيرة عن أسرار السياسة .. كيف رد البرهان على منتقدي التطبيع .. وقصة اعتقاله الأخير ... ومن رشح حمدوك لرئاسة الوزراء .

فإلى لقاء قادم بإذن الله.




 

تعليقات

أحدث أقدم