ماقل ودل : ضاعت الطاسة !!

مشاهدات

 

عبدالكريم الوزان


( الطاسة ) أو ( الطاس) كلمة تركية وهي عبارة عن وعاء معدني او بلاستيكي أو قيري بحجم معين وفي الغالب يستخدم في غَرف الماء لأغراض الشرب أو الاستحمام أو غسل شيء ماء .


ولهذا العنوان أكثر من حكاية سنكتفي بواحد مفادها حكي أنه في إحدى الممالك كان هنالك ملك وكانت زوجته حامل اجتمعت الرعية لحضور ولادة ولي أو وليّة العهد وكان في القصر داية (قابلة) وكانت موثوقة من الجميع لأنها لا تكذب دخلت الدّاية لتوليد زوجة الملك وانتظر كبير الوزراء ليزفّ البشرى للملك إن كان الطّفل ذكر أم أنثى سمع الوزير صراخ المولود فوقف عند باب الغرفة ليكون أوّل من يتلقى البشرى خرجت الدّاية وسألها الوزير (بشرينا ) .. فقالت : المولود ذكر وأبن حرام !!.  قال الوزير : ماذا تقولين ؟ هذه زوجة الملك يا امرأة !!. قالت : أنا لا أغيّر كلامي المولود أبن حرام فسألها الوزير : كيف عرفتي ؟ ..قالت الطّاسة لا تكذب كل طفل أضعه بعد الولادة في الطّاسة فإذا طفى يكون أبن حرام والعكس يكون أبن حلال فقال الوزير أرني الطّاسة أحضرت القابلة الطاسة فأخذها الوزير وأمر برميها في البحر وقال لها : والآن أخرجي وقولي للجميع ضاعت الطّاسة فتكوني حفظتي كرامة الملك ولم تكذبي (1) !!.


هذا المثل جال بذاكرتي وأنا أشاهد واسمع معاناة النازحين السوريين والعراقيين على وجه التحديد وهم يعانون الأمرين من البرد والعواصف الثلجية وتعرض العديد من الأطفال وكبار السن للموت جراء ذلك ومازالت مأساتهم مستمرة وعلى عينك ياتاجر المرصد العراقي من جانبه  قال أبلغ نشطاء ومسؤولون في مخيم آشتي للنازحين المرصد بأن السلطات لم تتخذ أي إجراءات لمواجهة موجة البرد التي ضربت مناطق شمالي العراق وأكد المرصد العراقي لحقوق الإنسان أن وزارة الهجرة والمهجرين العراقية بإدارتها الجديدة تعاملت مع ملف النازحين بفوضوية ودون دراية وحاولت إنهاء الملف بأي طريقة حتى وإن كانت على حساب النازحين وأشار المرصد بحسب البيان إلى جهدا حكوميا متسارعا خلال الأشهر الماضية لإغلاق مخيمات النزوح جاءت نتائجه عكسية على المشردين من منازلهم ولم توفر الحكومة بيئة آمنة وصالحة للعيش ليتمكنوا من العودة إلى مناطقهم كما لم توفر لهم ما يحتاجونه في المخيمات وكأنها حاولت معاقبتهم (2) .


ياترى أليسوا هؤلاء من أبناء سيدنا آدم وأمنا حواء ؟ أليسوا من أحفاد قحطان وعدنان ؟ أين دعاة الانسانية والديمقراطية وحقوق الانسان والعسلية والحمص بطحينة وباباغنوج وعلي بابا والأربعين حرامي !!. أين مرددوا قال الله وقال الرسول ؟ رب قارىء يسألني .. ماعلاقة هذا المثل بعنوان المقال فأقول لكم ..النازحون يرددونه كثيرا لأول مرة منذ نزوحهم وهو ماجعلني أكتب عن أحوالهم ..فإسألوهم ان كانوا...يفصحون !!.


1- قصة المثل ضاعت الطاسة https://www.arap -culture.com أبريل 18 2020
2- المرصد العراقي لحقوق الإنسان يتحدث عن وفاة نازحين بسبب البرد ويتهم الحكومة بمعاقبتهم  https://arabic.rt.com/middle_east/131 20-1-2022635
 

تعليقات

أحدث أقدم