خاطرة أكاديمية : العقوبات الأمريكية وجه جديد للطغيان السياسي

مشاهدات




ضرغام  الدباغ


في مرحلة دراسة الدكتوراه (العلاقات الدولية كانت من جملة مواد الدراسة فقرات تتعلق بالسياسة الاقتصادية للولايات المتحدة الأمريكية وشخصياً كنت أعتقد أن خصوم الولايات المتحدة يبالغون في وصف كل سياسة أمريكية حتى لو كانت إيجابية أو لا تهدف إلى إلحاق الضرر بالأطراف الأخرى بالسياسة الإمبريالية التوسعية كنت أتصور أن هناك مبالغة في استخدام الايديولوجيا في السياسة وإفراط في الدوغماتية (Dogmatismus) .


ومن بين الفقرات الأساسية في السياسة الأمريكية هي : الديون والمساعدات ويفاجأ الباحث حين يتعمق في الدراسة والبحث بحقائق مذهلة ليس لأن أميركا دولة إمبريالية بل هي تمارس سياسة وحشية في النهب والسلب أسوء بكثير من عصر الاستعمار وساذج جداً من يعتقد أن الولايات المتحدة يمكن أن تكون مفيدة  كعنصر مساعد في التنمية والتطور . وفي السنوات اللاحقة وعباقرة نظام الرأسمالي قادرون أن يجعلوا من "المساعدة " كارثة على من يتلقاها ويصبح كالذي يستجير بالرمضاء من النار وسنفرد للديون والمساعدات بحثا خاصاً . ففي المرحلة التي نعيشها اليوم (أواسط عام 2020) تفرض الولايات المتحدة الأمريكية (العقوبات) على العديد من الدول عظمى وغير عظمى لأسباب كثيرة ولكن في معظمها لأنها تخالف إرادتها .. ورؤيتها حتى لشؤونها الداخلية .. فمثلاً  :

• عقوبات على الصين لأنها لا تنصاع للتعليمات الأمريكية في رؤيتها للتجارة الدولية .

• عقوبات على تركيا لأنها اشترت النظام الدفاعي الروسي S400 ومنعت عنها شراء طائرات F-35 رغم أنها شاركت في صناعتها وتمويل إنتاجها ...!

• عقوبات على روسيا بسبب سياستها في أوكرانيا وتبحث عقوبات أخرى لأن ترامب غاضب لحادثة تسمم المعارض الروسي نافالني وتفترض أنه سمم على يد السلطات الروسية .!

• عقوبات ستفرض على مصر في حال إقدامها على شراء طائرات سوخوي- 35 .


الولايات المتحدة بهذه الوسيلة الجائرة تفرض على اصدقاءها وحلفاءها (تطلق عليهم هكذا جورا) كيف أن يتسلحوا وما هو المستوى الدفاعي لهذه الدولة أو تلك وتتنصل من تعهداتها ثم تفرض شروطاً وتصادر أموال مودعة لديه في بنوكها وتحجزها لأجال غير محددة، وتفرض حجم العقوبة ومداها الزمني وبعد كل هذا الزعم بمانشيت عريض أنها زعيمة العالم الحر ...! ومن لا يصدق فله عقوبات ... ننتظر أفول هذا الطغيان العالمي المسمى زورا بالديمقراطية ....!





تعليقات

أحدث أقدم