العرب وإيران وبيع الأوهام

مشاهدات

 


ضرغام  الدباغ


إيران مخدرة بوهم قديم - جديد وهذا الوهم  نحن دولة عظمى في الحياة لا يشترط طبعاً لكي تعيش بحرية وكرامة أن تكون دولة عظمى أو كبرى وهناك دول ليست عظمى ولا كبرى تعيش في أفضل حال وإيران على نظرية ديكارت  أنا أفكر إذن أنا موجود  طورها العقل الفارسي إلى نظرية  : أنا أوذي .. إذن أنا موجود...  وهذا الأذى ينبغي أن يتحمله آل البيت .. الشعب الإيراني المسكين الغلبان أولاً ثم الجيران ثم الأبعدون وأخيرا تشمل بأذاها المجتمع الدولي على طريقة الأطفال والمراهقين لو ألعب.. لو أخرب الملعب الطفل يبكي لكي يلفت الأنظار لأمر يريده.. قد يكون جائع أو ربما قد لوث نفسه وإيران تفعل ذات الشيئ على مقياس أكبر...


خلال مدة طويلة تركها الناس والأنظمة تعمل على هواها تحفر بأبرة لم يكن أحد يتوقع أنها ستقامر على مصير ناس كانوا يعيشون بهناء وصفاء في العراق وسورية ولبنان واليمن المهم كانوا يعيشون بأمان وسلام  ومحبة واحترام  إلى بدأ الإيرانيون يعلمونهم السحر وكيف يعيش حزناً أبدياً مؤبداً لا فكاك منه مسجون في مجلس العزاء طيلة عمره وحتى هذا بدا لإيران أنه ليس كافياً  فبدأت باستئجار  مأجورين وهذا أمر موجود دائماً وأبداً في زوايا وقاع المجتمعات وهذا لم يكن يكفي .... ألبست إيران هؤلاء كذا متر من القماش المرقط وحملتهم أسلحة وجعلتهم  يقفزون في الشوارع يصرخون ويهددون ويروعون وينبشون قبور ويرهبون ويشتمون ويلعنون الأموات والاحياء وقد صمموا على تدمير المجتمعات العربية بالمال والسلاح وحتى الجنس وليس غريباً أن يلتقون في هذا المسعى مع شياطين حمر وصفر ولاغرابة فالعقل الفارسي مليئ بالتناقضات والأوهام .. إيران تخطت العقد الرابع في عهد الجمهورية (وعمر إيران الدولة لم يبلغ المائة عام بعد..! ) ومن كان يراهن أن الملالي سيعقلون بعد حفنة من السنين ويرعوون خسر رهانه والنتائج ماثلة أمام العين : كل ماعاشه الشعب والآخرون خلال أربعة عقود لم تكن سوى تخريب ونسف وصراخ وزعيق وتصدير ثقافي هش للغاية ونماذج وسلوكيات مقززة وصور متخلفة تتواصل ولا تلوح لها نهاية لم يقدموا نموذجاً يستحق الاحترام أو منجزاً للناس ليذكرونهم بالخير.. وها هي ستدخل عقد النصف قرن والنتائج مخزية... سرقة ونهب واغتصاب واغتيالات وقتل وإبادة وتهجير وفتك برموز وهذه تحدث عنها الناس في الآفاق كثيراً حتى صارت من المسلمات والعقلاء أدركوا مآل المسيرة وهم يحذرون منها صراحة وعلناً ولكن لا مكان للعقل في حمى الهستيريا والشيزوفينيا . إيران تريد السيطرة على اليمن كيف حركت عشيرة  أو أقل من عشيرة أسرة لا أكثر تريد الهيمنة على بلد له تقاليده وعمقه السياسي والجغرافي وفتحت خزائن أموالها وأسلحتها وعندما صارت اللعب حديثة أعطوهم صواريخ بالستية وطائرات مسيرة (هذه يمكن أن تصنعها كليات العلوم في العالم ويتذكر الجميع كيف أن ولداً مراهقاً (19 سنة) هبط بطائرته في الساحة الحمراء وسط موسكوـ أيار / 1987) ليشنوا العدوان على السعودية  فشنوا بين 300- 400 هجوم بصواريخ بالستية على مدن ومطارات أسقط معظمها وطاش بعضها ولكن عدد منها أصاب أهدافها أو في دائرة الهدف . 


وأطلقوا 258 طائرة مسيرة أسقط معظمها والقليل منها وصل أهدافه ماذا تريدون أعطونا اليمن وإلا نطلق صواريخ وطائرات مسيرة ! هكذا ! وهناك من المجتمع الدولي من يلعب على هذه اللعبة  فيشفي غليله ! لما لم تنفع موجة الصواريخ البالستية والطائرات المسيرة  وازدحم المشهد السياسي برؤى حاسمة حاولوا إعاقة الملاحة بباب المندب فأنشغلوا هم ومن ورائهم  ممن لهم مصلحة في تدويل القضايا وفشلت مساعيهم البحرية في البحر الأحمر لأنها أكبر من قدراتهم فجربوا التخريب في الخليج العربي/هرمز ولم يؤد عبثهم لشيئ يذكر قرروا أن يكبروا اللعب فلنضرب المصافي والمنشئات النفطية وليصيب الهلع أصحابها والعالم أيضاً والنتائج لم تكن مشجعة جداً فالناس كانوا يتوقعون هذا وأكثر منه  فأستوعبوا الحدث ونتائجه . هبت عاصفة في الصحافة وفي وسائل التواصل الاجتماعي (وهي زهيدة وغير مكلفة أو مجانية) لماذا لا ترد السعودية .. ؟ بل بعضهم كتب شاتماً أو متشائماً : لقد مات العرب وآخرون بطيب نفس أو بسوءه  يتشفون وعندنا التشفي وثقافة الثأر والانتقام متأصلة في نفوس المرضى والمتخلفين عقلياً وثقافياً وآخرون يلمزون ويغمزون هكذا بمجرد ضرب مصفاة واضح واضح جداً أيها السادة الفرس ضربوا العراق بالمدفعية والطائرات والصواريخ وأخيراً هم يبكون ويندبون حظهم حتى اليوم ! الفعل ومن وراءه  يريدون أن تنشب الحرب وأن ترد السعودية على من ترد السعودية ؟ على إيران أم على الحوثيين أم على ميليشيات العراق الحرب فعل رسمي لدولة .. ترد عليه دولة رسمياً وبوضوح ليس من وراء أستار وأغطية وشبان مغامرون طائشون الدولة تزعم أنها لم تفعل ذلك وتنكره بشدة فلماذا ترد السعودية على دولة لم تقم صراحة ضدها بعمل ؟ والملالي عصابات وبتصرفاتهم هذه سيبقون عصابات !


القادة السياسيون والعسكريون في إيران لا يتورعون عن التصريح أن الحروب ستدور في أراضي العرب لماذا هذا الحصر الذي يدل على ضعف في التصور! هل  يتناسون أنهم الطرف الخاسر في لغة التعامل بالنسب المئوية والاكثريات والأقليات العرقية والدينية تخيل ماذا سيحدث لو ضرب أحدهم طاولة الفسيفساء العرقية والدينية في إيران بقبضة قوية ماذا سيحصل ؟ سوف تتطاير إلى شظايا ترى ألا ينطوي ما تفعله القيادة الإيراني على شيئ من المجازفة والمغامرة .. أعتقد أن ما تفعله مجازفة خطيرة واليوم رئيسهم وهو من صنف الملالي يقترح نظاماً لأمن الخليج يريد أن يمنح لعربدته شرعية أعطونا  أو ! إيران تريد أن تتوسع وشعوبنا تدفع الضريبة ! هذه صواريخ خائبة  لقيادة خائبة لمشروع خائب سيسقط حتماً المشروع بأسره سيان من ورائه لا أعلم متى وكيف ولكنه سيسقط  ويوم يتأكدون من ذلك سيكون يوماً عظيماً ولكن مشروعهم هذا مرتهن بقوى أجنبية لمصالح سياسية وحين تنتهي  تلك المصالح تنتهي المسرحية .  اليوم يجربون جبهات أخرى في أذربيجان وتركيا وأفغانستان وعلى الأرجح أنهم يفعلونها تلبية لمصالح ولأستراتيجيات أجنبية  وهكذا يصبح الدين والطائفة الكيلو بدولار واحد لمحبي السلام والأمن والاستقرار أقول دعونا نذهب إلى المدارس إلى المسارح  إلى المكتبات إلى الثقافة إلى العلم لا إلى البلطجة إلى الفن والجمال لا للحروب ولا للتهديد ربوا أولادكم على الأعمال الراقية على الثقافة والأدب والفن أما الزعرنة والبلطجة دعوها لهم  للعاطلين عن العمل فهي حكر عليهم ..


تعليقات

أحدث أقدم