البرهان : مؤشرات إيجابية لعودة الدعم الدولي للسودان

مشاهدات



أعلن الفريق أوّل عبدالفتّاح البرهان في حوار مع وكالة فرانس برس أنّ هناك مؤشّرات إيجابيّة تتّصل بدعم المجتمع الدولي مجدّدا للخرطوم مؤكّدا على أنّ جميع القوى السياسيّة وبينهم العسكريّون سيتمكّنون من الترشح في انتخابات 2023 . في عام 2019 عندما أطاح الجيش الرئيس السابق عمر البشير بضغط من الشارع انخرط المدنيّون والعسكريّون في فترة انتقاليّة كان مفترضا أن تؤدّي إلى تسليم السلطة للمدنيّين حصرا ومن ثمّ إلى إجراء أوّل انتخابات حرّة بعد 30 عاما من الديكتاتوريّة العسكريّة الإسلاميّة . وبعد نحو شهر على الانقلاب وقّع رئيس الوزراء المدني عبدالله حمدوك اتفاقا مع قائد الجيش أتاح له العودة إلى منصبه على أن يبقى البرهان عامين آخرين على رأس السلطات الانتقاليّة . بالتالي سيبقى العسكريّون في السلطة حتّى الانتخابات المقرّر إجرائها في يوليو 2023 وردا على سؤال لفرانس برس عمّا إذا كان سيكون ممكنا لأفراد الجيش والقوّات شبه العسكرية الترشّح لهذه الانتخابات ردّ البرهان بنعم وأنّ هذه الانتخابات الأولى الحرّة في بلاد تجاوزت عام 2019 ثلاثين عاما من الديكتاتوريّة العسكريّة الإسلاميّة ستكون مفتوحة لجميع القوى التي شاركت في المرحلة الانتقاليّة بما يشمل العسكريّين وقوّات الدعم السريع بقيادة الفريق أوّل محمد حمدان دقلو .


وبعد نحو 6 أسابيع على انقلاب اعتبر البرهان أنّه طريقة لتصحيح مسار الثورة التي أطاحت البشير عام 2019 لا تزال مساعدات البنك الدولي للخرطوم متوقّفة فيما عضويّة السودان في الاتّحاد الأفريقي معلّقة . وقال البرهان الذي يتولّى أيضا رئاسة مجلس السيادة إنّ المجتمع الدولي بما فيه الاتّحاد الأفريقي ينظر إلى ما سيحدث في الأيّام المقبلة . وأظنّ أنّ هناك مؤشّرات إيجابيّة بأنّ الأمور ستعود قريبا إلى ما كانت عليه تشكيل الحكومة المدنيّة بالتأكيد سيُعيد الأمور إلى نصابها مشيرا إلى أنه على حمدوك أن يطرح تشكيلة وزاريّة كلّها من التكنوقراط وكانت شخصيات عدة شاركت في المرحلة الانتقالية تعهدت في 2019  بعدم العودة إلى السلطة بعد الانتخابات . لكن البرهان قال : في الوثيقة الدستورية قبل اتفاق سلام جوبا، كان هناك نصّ واضح بأنّ كلّ مشارك في الفقرة الانتقاليّة لن يُسمح  له بالمشاركة في الفترة التي تَليها مباشرة ولكنّ اتّفاق سلام جوبا أعطى المشاركين في الفترة الانتقاليّة الحقّ بأن يكونوا جزءا من الحكومة المقبلة وهناك كما ذكرت ميثاق للتوافق السياسي مطروح الآن على الساحة عندما يتمّ وضعه بصورة نهائيّة سيُطرَح على القوى السياسيّة وكلّ من يرغب في الانضمام لهذا الميثاق السياسي بخلاف المؤتمر الوطني سيجد الباب مفتوحا أمامه للمشاركة بالطريقة التي نصّت عليها الوثيقة الدستوريّة وحزب المؤتمر الوطني كان الحزب الحاكم في السودان من 1989 حتى الثورة في 2019 بقيادة البشير .


تعبئة الشارع

والمجتمع الدولي الذي ندّد بالانقلاب في أكتوبر رحّب لاحقا بالاتّفاق بين البرهان وحمدوك في نهاية نوفمبر لكنّه طالب السلطات ببذل مزيد من الجهود قبل أن يستأنف تقديم الدعم . وتدعو الأمم المتحدة بانتظام إلى إطلاق سراح جميع المدنيّين - قادة ومتظاهرين ونشطاء - الذين اعتُقلوا منذ 25 أكتوبر في كلّ يوم تقريبا يُعاود عدد قليل منهم الظهور لكنّ عشرات العائلات لا تزال تنتظر أخبارا عن عدد من أفرادها . كما يدعو المجتمع الدولي إلى إرساء المؤسّسات التي كان ينبغي تشكيلها قبل أشهر مثل البرلمان والمحكمة العليا من أجل إعادة إطلاق المرحلة الانتقاليّة . ويُندّد العديد من منظّمات المجتمع المدني والوزراء الذين أزيحوا من مناصبهم جرّاء الانقلاب وكذلك المتظاهرين الذين يُواصلون التعبئة باتّفاق 21 نوفمبر ويتّهمون حمدوك بالخيانة والبرهان بإعادة شخصيّات من نظام البشير إلى الحكم . ويُطالب المدافعون عن وجود سلطة مدنيّة بتحقيق العدالة لـ 44 شخصا قُتِلوا ولمئات آخرين أُصيبوا بجروح منذ 25 أكتوبر حسب أرقام نقابة الأطبّاء المؤيّدين للديمقراطيّة .


المصدر : الحرة 


تعليقات

أحدث أقدم