كيف تحول قارب صغير إلى مسرح للعرائس في قلب لندن ؟

مشاهدات

 


على سطح  قنال ريجنت في العاصمة  البريطانية  لندن يطفو قارب صغير تحمل مقدمته كلمات تشير إلى تفرده . مسرح بارج للعرائس The Puppet Barge Theatre معلنة الاسم الذي يحمله أول مسرح للعرائس المتحركة في لندن يتخذ من قارب صغير مكاناً لإقامة عروضه .



أنشأت جولييت وزوجها جرين مدلتون مسرح الدمى مطلع ثمانينيات القرن الماضي . لم تكن إقامة مسرحهما على متن قارب خيارهما الأول لكن خفض الدعم المالي الذي تقدمه المؤسسات والمراكز الحكومية للعروض المسرحية غير التجارية  إبان عهد رئيسة الوزراء البريطانية مارغريت ثاتشر دفعهما إلى التفكير في بدائل . بعد البحث طويلاً عن مسرح لاستئجاره  قرر الزوجان أن يشتريا سفينة قديمة وأعادا تجهيزها لكي تتسع لخمسين مشاهدا يجلسون قبالة منصة صغيرة مخصصة لعروض الدمى . وعلى مر السنوات شكل القارب وجهة لمحبي الدمى والمسرح  ليدخلوا إلى عالم من الخيال والسحر أبطاله دمى تتحرك على خشبة المسرح ومن فوقها يد خبيرة تنقل بحركات رشيقة من أصابعها قصصاً تأسر مخيلتهم . قبل  أيام  قام  قارب  مسرح  الدمى بعرض أولي لمسرحية العرائس المتحركة أزرق المستوحاة من قصتي بركة الأسئلة الزرقاء للكاتبة مايا أبو الحيات وبولقش للكاتبة يارا بامية  وهي قصص خرجت من مشروع  ورشة فلسطين للكتابة . وقد وقع الاختيار على هاتين القصتين لأبعادها الفنية وقيمتها التعليمية  وجاء تحويلهما إلى عمل فني يعرض على مسرح العرائس بجهد من الفنانين : الفلسطيني أسامة العزة والإنجليزي ستان ميدلتون  وبمنحة  فنية  من المركز الثقافي البريطاني . ويشرح منتجا العمل سبب اهتمامهما بتحويل هاتين القصصتين إلى عرض للدمى بالقول : من المهم استحضار القصص والروايات العربية وضخ الروح فيها على خشبة المسرح وخاصة في بريطانيا لتعريف الجمهور على الكتابات والثقافة العربية . ويشيرا إلى أهمية الأعمال الفنية في توصيل رسالة تعليمية وثقافية إيجابية للآخرين عن الثقافة العربية في مقابل السلبيات التي تنقلها وسائل الإعلام أحيانا . بنيت مسرحية أزرق على قصتي بركة الأسئلة الزرقاء للكاتبة مايا أبو الحيات وبولقش للكاتبة يارا بامية  تتحدث قصة أزرق عن طفل يتم رفضه من مدينته بسبب أسئلته الكثيرة . 


وقد تم استخدام عنصر الحكواتي في النسخة المسرحية من العمل التي اعتمدت أيضا على المزج بين اللغتين العربية والإنجليزية بالاضافة لمسرح الظل والخيال والدمى المتحركة . وبينما استغرقت عملية البحث عن العمل المناسب وقتاً طويلا  تم التحضير للعرض على مدى أربعة أشهر شهدت كتابة النص  وإنجاز الرسومات وتصميم  وصناعة  الدمى  فضلاً عن إنتاج الموسيقى الخاصة بالعمل . يقول أسامة إن التحضير بدأ في فترة الإغلاق التي تم إعلانها  للحد من تفشي وباء كورونا وكان التركيز منصباً على تحضير المواد وإيجاد مكان  مناسب  للتدريبات  ويضيف أن فريق العمل لم يكن متأكدا من الموعد الذي سيتم فيه العرض حتى بدأت بريطانيا برفع قيود الإغلاق . وقد حرص ملحن العمل كريم سمارة على استخدام آلات شرقية وتوظيف التراث الفني العربي في ما أعده من ألحان كي ينقل المشاهدين إلى أجواء الثقافة التي يتحدث عنها العرض عن هذا يقول : استخدمت آلة العود والأغاني الفلكلورية العربية لتعزيز البعد الثقافي للقصة بطريقة تمزج بين عراقة المسرح البريطاني والفلكلور العربي . وبحسب ستان ميدلتون يشكل هذا البعد الثقافي نقطة تميز العمل الذي قول إنه مختلف عن الأعمال التي نقوم بها عادة على قارب مسرح العرائس المتحركة لما يحمله من عناصر غير معروفة للجمهور الإنجليزي  وهو ما يضيف عليه جمالاً وتشويقاً .


المصدر : عربي-BBC



تعليقات

أحدث أقدم