العراق بين اضمحلال الهوية الوطنية وضعف الشعور بالانتماء والمسؤولية الجماعية

مشاهدات



 د. نزار محمود


ان من يقارن بين ما انجزه اقليم كردستان وما تعيشه كثير من مناطق العراق من اهمال في الحفاظ على بنيتها التحتية جراء اللا شعور بالمسؤولية الجمعية الوطنية ينتهي الى استنتاج مفاده ان ابناء الاقليم تدفعهم هوية متميزة ويحركهم شعور بالانتماء والمسؤولية المشتركة . ترى ما الذي اختلف في ابناء الاقليم عنه في ابناء مناطق اخرى من العراق ؟ انها الهوية الثقافية والقومية التي يسعى ابناء الاقليم لبعثها في دولة مستقلة كاملة السيادة وصاحبة القرار انها الأنا الجمعية التي تجد نفسها ووجودها في كيانها الاجتماعي والسياسي المستقل بخصائصه وطموحاته . وبالمقارنة مع غير منطقة كردستان فان جميع المناطق الاخرى لم تعد تشدها هوية وطنية او قومية بصورتيها العرقية أو الثقافية، ناهيك عن تشتتها السياسي المذهبي أو المرجعي في هذه المناطق نستفقد الحمية الوطنية واللهب القومي  وبالتالي الموقف والفعل الجمعي .


هذه الحال نقرأ تداعياتها في جملة من الامور منها :

⁃ عدم الاكتراث بالاوضاع السياسية في البلاد والتي تسير في اتجاهات ضالة ومضللة في ما يتعلق بالسيادة والحرص على المال والثروة وامن وكرامة المواطن .

⁃ اللاحرص على الاستخدام الامين والرشيد ناهيك عن الكفوء المثمر للموارد والثروة العامة .

⁃ اللجوء الى القبائلية أو العشائرية أو الدينية أو المذهبية أو العرقية أو الحزبية الضيقة للاحتماء والاستقواء بها والركون اليها بدلاً من الدولة الوطنية الجامعة ومؤسساتها المعنية .

⁃ عدم المساهمة الجادة والتعاون البناء المخلص والحريص على تأشير المشاكل والمعونات وبحث حلول لها .

⁃ عدم الاخلاص في اداء الواجب بالمفهوم والبعد الوطني الحريص .

⁃ تفضيل المصالح الشخصية على المصالح العامة لا بل وتجاوزها وعدم الالتفات اليها .

⁃ تفشي الفساد والرشاوى التي باتت ثقافة سائدة لا يمكن تصور انجاز التعاملات دونها .


ازاء هذه الحال تفقد الهوية ملامحها ويموت الاحساس بالمسؤولية وتتلاشى مشاعر الانتماء الجمعي لدولة او وطن .



تعليقات

أحدث أقدم