الشاعر جمعة الغويص .

مشاهدات

 



بقلم الناقد الشاعر موفق العاني

الكلمة أو اللفظ في لغة العرب ذات اهمية عالية في اختيارات الشاعر والخطيب حيث إن للفظ استخدامات تقنية عالية شعراً ونثراً ويطلق على الشاعر أو الناثر أنه أتى بكلام جزل غير عادي عندما يكون قادراً على اقتناصه وتوظيفه وكما هو معروف فإن الجزالة لها أكثر من معنى منها : الشيء العظيم القوي والكثير من الشيء والسخي في العطاء إذ نقول : ( أجزل لفلان العطية ) وكذلك العاقل الأصيل الرأي والجزل في القول يعني المعنى الذي يصعب على الإنسان غير الموهوب أن يأتي به وهو بخلاف الركيك وقد وهب الله تعالى العديد من البشر القدرة على التعبير الجزل وتسخير اللفظ لإيصال مايدور بداخله الى المتلقي بعبارة محكمة السبك منسوجة من كلمات منتقاة بعناية وبذلك كان الشعر هو الأكثر قدرة على التأثير في النفوس لأنه يتمتع بمواصفات تختلف عن القول المعتاد .

يقول الشاعر الفيلسوف أبو العلاء المعري :

وإني وإن كنتُ الأخيرَ زمانُهُ .. لآتٍ بما لا تستطعهُ الأوائلُ

وقد تميز الشاعر الإماراتي الكبير جمعة الغويص السويدي بقدرته على اقتناص المفردة الجزلة التي تؤدي معنىً غزيراً بدقة تحتاج الى التأمل والتفسير ودائماً أجده يبحث عن الكلام العصي ويبتعد عن السهل المنقاد بشعره القريب جداً من الفصيح وفيه بلاغة اللغة وموسيقى تجعل حفظه سهلاً وبهذا استحق بجدارة لقب ( شاعر الوطن ) تغنى بشعره أكثر من فنان في الإمارات والخليج وردد المواطن أناشيده المغناة في مناسبات عدة يرد على المتسائل على عشقه للشيخ محمد بن زايد الذي لا تخلو قصيدة من قصائده من ذكر هذا القائد فيجد السائل الجواب في هذه الأبيات :

‏إنْ عِشقنا شيخنا نِعشَقْ فعوله .. ماعشقنا بشتهْ وميلة عـقـاله
‏.رغمْ إنَّ البشتْ دوله وسطْ دوله .. ونِحِنْ في طياتهْ بخيـر وسهـاله
‏طالْ عمره في المعالي من يطوله.. ثـروة الـدنـيا تحـت وارفْ اظـلاله

ومن تلك الأفعال التي يضعها الشاعر في هذين البيتين لتجسد الصورة التي يراها يقول :

‏الدِين مايُغْبَــنْ وفيه محمد .. ولا تـنكسرْ للمسلمين بلادْ
‏صَالَحْ مِن يِشُوفَه بعينه صَالِحْ .. وحَارَبْ من اللي عن دروبـه حـَادْ

وهكذا يبقى الشعر عند العرب فصيحاً كان أو عامياً الفن الأدبي العظيم الذي يُعبر عن جمال الحياة بمشاعر عالية ولفظ جميل كما يحسها الشاعر المتربع على قدرة التصوير بإيقاع مبدع يعتمد العاطفة والخيال ….

تعليقات

أحدث أقدم